قصف إسرائيلي مكثف وتوغل بري في غزة .. المستشفيات تحذر من كارثة إنسانية

يشهد قطاع غزة اليوم تصعيدًا عسكريًا خطيرًا هو الأوسع منذ بداية الحرب، إذ شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة استهدفت أحياء مكتظة بالسكان في مدينة غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف على مناطق متفرقة من شمال ووسط القطاع.
تصعيد غير مسبوق في غزة
216.73.216.105
أفادت التقارير الميدانية بأن ألسنة اللهب وأعمدة الدخان غطت سماء المدينة بعد القصف المتواصل، فيما سمع دوي الانفجارات على مسافات بعيدة، ما أدى إلى حالة من الهلع بين المدنيين.
اجتياح بري وتوغل في عمق المدينة
لم يقتصر الهجوم على الغارات الجوية، بل أكد مسؤول عسكري إسرائيلي لوسائل إعلام دولية أن قوات الاحتلال توغلت بريًا في عمق مدينة غزة عبر عدة محاور، وبحسب قناة "12" العبرية، فقد غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جلسة محاكمته بشكل مفاجئ بعد تلقيه مغلفًا أمنيًا عاجلًا، حيث أجرى اتصالًا لبحث التطورات الميدانية.
وفي السياق ذاته، أطلقت مروحيات الاحتلال نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه المناطق الغربية للمدينة، والتي تؤوي آلاف النازحين، في محاولة واضحة لدفعهم إلى النزوح نحو الجنوب عبر وادي غزة.
دوافع سياسية خلف العملية
تصريحات لافتة خرجت من زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي، الذي اتهم نتنياهو باستخدام هذه العملية العسكرية الواسعة كوسيلة للبقاء في الحكم، محذرًا من أن استمرار الحرب يهدد مستقبل إسرائيل نفسه.
ويرى مراقبون أن التوغل البري يمثل مرحلة جديدة وخطيرة في الصراع، قد تفتح الباب أمام مواجهات طويلة الأمد وتداعيات إقليمية متصاعدة.
أوضاع إنسانية كارثية
على الجانب الآخر، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن المستشفيات المتبقية في الخدمة تواجه ضغطًا هائلًا مع تزايد أعداد الجرحى، وأكدت أن أقسام الطوارئ تعاني ازدحامًا شديدًا في ظل النقص الحاد في الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية.
كما أشارت الوزارة إلى وجود عجز كبير في وحدات الدم ومشتقاته، ما يجعل التدخلات الجراحية المعقدة شبه مستحيلة، والطواقم الطبية، وفق البيان، تعمل في ظروف "بالغة القسوة" وسط انقطاع متكرر للكهرباء ونقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات.
نازحون في مهب المجهول
تصاعدت مأساة النازحين مع القصف الأخير، إذ اضطر آلاف العائلات إلى ترك منازلها مجددًا بحثًا عن مناطق أكثر أمانًا، ومع ذلك، فإن كثافة الغارات شملت حتى المناطق التي لجأ إليها النازحون، ما جعلهم في دائرة الخطر المستمر.
المنظمات الإنسانية حذرت من أزمة نزوح غير مسبوقة، خصوصًا مع إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية الأساسية.
الموقف الدولي تحت المجهر
المجتمع الدولي يراقب التطورات بقلق بالغ، وسط دعوات متزايدة لوقف فوري لإطلاق النار، وفي المقابل، تصر إسرائيل على مواصلة عملياتها العسكرية بدعوى "القضاء على البنية التحتية للمقاومة"، بينما يرى الفلسطينيون أن ما يجري هو محاولة لفرض واقع جديد عبر القوة العسكرية.
المشهد الأخير
يأتي التصعيد الإسرائيلي في غزة ليضع المدنيين في مواجهة كارثة إنسانية وشيكة، حيث يجتمع القصف الجوي والتوغل البري مع الانهيار شبه الكامل للقطاع الصحي، ومع غياب أفق لحل سياسي قريب، يبقى سكان غزة تحت رحمة تصاعد العمليات العسكرية، فيما يزداد الضغط على المجتمع الدولي للتدخل ووقف النزيف المستمر.