الخميس 18 سبتمبر 2025 12:21 صـ 26 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

قشر الموز.. من نفايات المطبخ إلى مكوّن غذائي صحي يُطيل عمر المخبوزات ويعزز قيمتها الغذائية

الخميس 18 سبتمبر 2025 01:18 صـ 26 ربيع أول 1447 هـ
قشر الموز
قشر الموز

في تحوّل مذهل يعيد تعريف مفهوم "النفايات الغذائية"، كشفت أبحاث علمية حديثة أن قشر الموز — الذي اعتاد المستهلكون التخلص منه دون تردد — يمكن أن يتحول إلى مكوّن غذائي فعّال وصحي، يُستخدم في صناعة المخبوزات والمعكرونة، ليس فقط لتعزيز الطعم والقيمة الغذائية، بل أيضًا لتمديد فترة صلاحية المنتجات على الرفوف.

دقيق قشر الموز: بديل لذيذ ومستدام

216.73.216.105

وفقًا لدراسة نُشرت عام 2022 في مجلة ACS Food Science & Technology، فإن معالجة قشر الموز عبر سلقه، ثم تجفيفه وطحنه إلى مسحوق ناعم، يُنتج دقيقًا يتمتع بخصائص فريدة تسمح باستخدامه في الخبز، الكعك، وحتى المعكرونة. وقد أظهرت التجارب أن المنتجات المخبوزة باستخدام هذا الدقيق تتمتع بمذاق ممتاز، بل وقد يفوق في بعض الأحيان طعم المنتجات المصنوعة بالكامل من دقيق القمح التقليدي.

والأكثر إثارةً أن المستهلكين الذين شاركوا في اختبارات التذوق أعربوا عن رضاهم التام عن الطعم والقوام، ما يفتح الباب أمام اعتماد هذا المكوّن الجديد على نطاق تجاري واسع.

صلاحية أطول.. وهدر أقل

إلى جانب الجودة الحسية، أثبتت الدراسة أن إضافة دقيق قشر الموز إلى المخبوزات يساهم في إطالة عمرها الافتراضي، إذ تظل المنتجات صالحة للاستهلاك لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر دون الحاجة إلى مواد حافظة صناعية — وهي ميزة كبيرة لصناعة الأغذية التي تسعى لتقليل استخدام الإضافات الكيميائية.

تعزيز القيمة الغذائية وتقليل الهدر

وفي دراسة أخرى، أشار الباحثون إلى أن استبدال 10% فقط من دقيق القمح بدقيق قشر الموز يؤدي إلى تحسين ملحوظ في المحتوى الغذائي للمنتج النهائي، إذ يرتفع محتواه من البروتين، الكربوهيدرات، والدهون الصحية، فضلًا عن الألياف والمعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم.

والأهم من ذلك، أن هذا التحوّل يُعد خطوة جوهرية نحو الاستدامة البيئية، فقشر الموز يشكل نحو 40% من وزن الموزة، وغالبًا ما يُرمى كنفاية عضوية. باستخدامه في الصناعة الغذائية، يمكن تقليل الهدر الغذائي بشكل كبير، مع الاستفادة من موارد كانت تُعتبر بلا قيمة.

تطبيقات واسعة ومستقبل واعد

يمكن استخدام دقيق قشر الموز ليس فقط في الخبز والكعك، بل أيضًا في تحضير المعكرونة، البسكويت، وحتى الوجبات الخفيفة. كما أنه يمنح المنتجات لونًا طبيعيًا ذهبيًا أو بنيًا فاتحًا، مما يغني عن استخدام ألوان صناعية.

ويتوقع الخبراء أن يشهد هذا المجال نموًا كبيرًا في السنوات القادمة، خاصة مع تزايد الاهتمام العالمي بالاقتصاد الدائري، والاستدامة، والبدائل الغذائية الصحية. كما أن انخفاض تكلفة إنتاج دقيق قشر الموز — مقارنة بدقيق القمح — يجعله خيارًا اقتصاديًا جذابًا للمصنّعين.

إعادة تعريف "النفايات"

ما كان يُنظر إليه على أنه بقايا غير قابلة للاستخدام، أصبح اليوم مادة غذائية واعدة تجمع بين الطعم، الصحة، والحفاظ على البيئة. قشر الموز لم يعد مجرد نفاية، بل هو مورد غذائي استراتيجي يمكن أن يُحدث ثورة في صناعة المخبوزات، ويساهم في بناء نظام غذائي أكثر استدامة وكفاءة.