الجمعة 19 سبتمبر 2025 11:40 مـ 27 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

هل صنعاء تتحول إلى جزر؟! ناشطة تجلس في بركة ماء وتقول: ”هذي سقطرى الثانية!”

السبت 20 سبتمبر 2025 12:24 صـ 28 ربيع أول 1447 هـ
الناشطة سحر
الناشطة سحر

في مشهد نادر يمزج بين الاحتجاج الجاد والسخرية اللاذعة، افترشت الناشطة اليمنية المعروفة سحر الخولاني أرض شارع "شميلة" وسط العاصمة صنعاء، في خطوة رمزية لافتة احتجاجًا على التدهور المريع في حالة الشوارع عقب هطول الأمطار الأخيرة، والتي حوّلت بعض الطرق إلى مستنقعات وبحيرات صغيرة.

216.73.216.118

وظهرت الخولاني في مقطع فيديو انتشر بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، وهي جالسة على الأرض وسط مياه الأمطار المتراكمة والحفر العميقة، بينما تحيط بها بركٌ من الطين والوحول، في مشهد يعكس واقعًا معيشيًا صعبًا يعاني منه سكان العاصمة منذ سنوات، لكنه تفاقم مع موسم الأمطار هذا العام.

وفي تعليقها الساخر، قالت الخولاني موجهة كلامها للمارة والمسؤولين على حد سواء:
"صار شارع شميلة مثل جزيرة سقطرى!" — في إشارة ذكية إلى الجزر اليمنية الشهيرة بطبيعتها الساحرة والغريبة، لكنها هنا استخدمت التشبيه للتعبير عن "غرابة" الحالة التي وصل إليها الشارع، وكأنه لم يعد جزءًا من مدينة مأهولة بالسكان، بل جزيرة معزولة عن الحضارة والخدمات!

وأضافت في لهجتها اليمنية المميزة:
"أنا افترشت الشارع علشان أقول للجهات المعنية: شوفوا كيف صار حالنا! حتى المشي صار مغامرة، فكيف بالسيارات؟!"

لماذا شارع شميلة تحديدًا؟

يُعد شارع شميلة أحد الشوارع الرئيسية في صنعاء، ويمر عبر أحياء سكنية مكتظة، ويستخدمه الآلاف يوميًا للتنقل بين مناطق العاصمة. ومع هطول الأمطار، تكشفت هشاشة البنية التحتية، حيث امتلأت الحفر بالمياه، وانسدت المصارف، وتحولت الأرصفة إلى ممرات طينية خطيرة، ما أثار غضب السكان ودفع الخولاني لاتخاذ موقف استثنائي يجذب الانتباه.

تفاعل واسع وسخرية مُرّة

لاقى المقطع تفاعلاً واسعًا بين اليمنيين، الذين شاركوه مع تعليقات تجمع بين الضحك والحزن، إذ كتب أحدهم:
"سحر جابت لنا الواقع بأسلوب كوميدي، لكنه مؤلم!"
بينما علّق آخر:
"إذا كانت سقطرى جنة، فشميلة صارت جهنم!"

غياب الخدمات وسط أزمة متفاقمة

يأتي هذا الاحتجاج في ظل أزمة اقتصادية وإنسانية خانقة تعيشها اليمن منذ سنوات، وتدهور حاد في الخدمات العامة، بما فيها الطرق والصرف الصحي. ورغم تكرار الشكاوى من المواطنين، إلا أن الحلول تبقى محدودة أو غائبة، ما دفع الناشطين إلى استخدام وسائل غير تقليدية للفت الانتباه، من بينها الاحتجاج بالسخرية والكوميديا السوداء.

الخولاني: "ليش نخاف نضحك على وجعنا؟"

وفي حديث لاحق، قالت سحر الخولاني:
"الضحك على المآسي لا يعني أننا لا نشعر بها، بل هو وسيلتنا للصمود. نحن لا نملك إلا أصواتنا، وربما السخرية هي أقوى سلاح لنا الآن. نريد أن يرى العالم كيف نعيش، وكيف نضحك رغم الألم."

دعوات للتحرك

وقد دعا ناشطون ومنظمات مجتمع مدني الجهات المعنية — سواء المحلية أو الدولية — إلى التحرك العاجل لإصلاح البنية التحتية في صنعاء وغيرها من المدن اليمنية، محذرين من تفاقم الأضرار مع استمرار موسم الأمطار، ومشيرين إلى أن تجاهل هذه المشاكل قد يؤدي إلى كوارث إنسانية أكبر.

موضوعات متعلقة