أول رد للحكومة اليمنية على دعوة حزب الله للسعودية بفتح صفحة جديدة

قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن حزب الله اللبناني يمارس سياسات تتناقض مع مزاعمه بشأن اقتصار سلاحه على مواجهة إسرائيل، مؤكداً أن خطاباته وسجله السياسي يكشفان تورطه في عدد من الملفات الإقليمية.
وقال الإرياني إن التاريخ القريب وخطابات الأمين العام للحزب حسن نصر الله الموثقة، تكشف إساءاته المتكررة لليمن وحكومته الشرعية، وتهجمه على السعودية ودول الخليج، إلى جانب انخراطه المباشر في انقلاب جماعة الحوثي، وقتل الشعب السوري، والتدخل في العراق والبحرين، بل وتوجيه سلاحه أكثر من مرة إلى الداخل اللبناني نفسه.
وأضاف أن الشعب اليمني لن ينسى أن حزب الله وإيران كانا العقل المدبر والداعم لانقلاب الحوثي منذ لحظته الأولى، من خلال التسليح والتمويل والتدريب وإدارة غرف العمليات، لعشر سنوات شهدت دماراً واسعاً، أزهقت خلالها أرواح مئات الآلاف، ودُمّرت البنية التحتية، ونُهبت مقدرات الدولة، وحُوّل اليمن إلى منصة تهديد للأمن الإقليمي والدولي وخطوط الملاحة العالمية.
وأشار الإرياني إلى أن محاولات الحزب التودد إلى السعودية اليوم، بعد سنوات من الشتائم والتحريض، لا يمكن قراءتها إلا كاعتراف ضمني بفشل مشروعه وانكشافه، وهروب يائس من الضغوط الداخلية والدولية، معتبراً أنها محاولة بائسة لإعادة تسويق نفسه تحت شعار "المقاومة" الذي فقد مصداقيته.
وأكد أن الشعوب العربية لم تعد تنطلي عليها هذه الشعارات، بعدما أدركت أن الحزب لم يكن يوماً مشروع مقاومة حقيقية، وإنما أداة بيد إيران لتمرير مشروعها التوسعي على حساب استقرار المنطقة وأمن شعوبها، لافتاً إلى أن التاريخ لا يُمحى، والذاكرة لا تُشترى، فيما الوعي العربي اليوم أقوى من كل محاولات التضليل.
ومساء اليوم الجمعة، وجه الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم، دعوة إلى المملكة العربية السعودية لفتح صفحة جديدة مع الحزب تقوم على أساس الحوار، بما يضمن معالجة خلافات الماضي وصياغة رؤية مشتركة للمستقبل.
جاءت تصريحات قاسم في كلمة متلفزة ألقاها بمناسبة الذكرى الأولى لاغتيال إسرائيل قائد المجلس العسكري في الحزب إبراهيم عقيل، إلى جانب قياديين من وحدة الرضوان، في 20 سبتمبر/ أيلول 2024.
وخلال كلمته، طرح قاسم ثلاثة أسس للحوار مع الرياض، أولها معالجة الإشكالات القائمة وتبديد المخاوف المتبادلة، وثانيها الانطلاق من أن إسرائيل هي العدو وليس المقاومة، أما ثالثها فالدعوة إلى تجميد الخلافات الماضية مرحليًا للتركيز على مواجهة إسرائيل.
زعم قاسم أن سلاح حزب الله موجه حصريًا ضد إسرائيل، وليس ضد السعودية أو سوريا أو اليمن أو لبنان أو أي دولة أخرى، مشددًا على أن استمرار الضغوط على المقاومة يصب في مصلحة إسرائيل ويزيد من الأخطار التي قد تطال دولًا في المنطقة.
216.73.216.118