”رسالة نارية من اليمن إلى حزب الله: ‘مشروعكم في مزبلة التاريخ!’”

في تصريحات حادة ومُوسَّعة، شنّ وزير الإعلام في الحكومة اليمنية الشرعية، الدكتور معمر الإرياني، هجومًا لاذعًا على "حزب الله" اللبناني، واصفًا إياه بأنه "ذراع إيرانية عابرة للحدود"، ومؤكدًا أن ادعاءاته حول توجيه سلاحه حصريًا ضد إسرائيل "أكاذيب يفضحها التاريخ والوقائع الميدانية".
216.73.216.118
وجاءت تصريحات الإرياني رداً مباشرًا على دعوة الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، التي أطلقها مساء الجمعة، للمملكة العربية السعودية لفتح "صفحة جديدة" مع الحزب تقوم على "الحوار" و"معالجة خلافات الماضي"، في محاولة – بحسب الإرياني – للتغطية على فشل المشروع الإيراني في المنطقة.
"التاريخ يفضحهم".. من اليمن إلى الخليج
وفي تصريح صحفي مطول، قال الإرياني:
"التاريخ القريب وخطاباتهم الموثقة تفضحهم، فليس من المنطقي أن نصدق اليوم أن بنادقهم موجهة فقط لإسرائيل، بينما نراهم بالأمس القريب يُهاجمون اليمن وحكومته الشرعية، ويشنون حملات إساءة متكررة ضد المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، بل وينخرطون عسكريًا ولوجستيًا في انقلاب الحوثي على الشرعية في صنعاء".
وأشار الوزير اليمني إلى أن حزب الله لم يكن مجرد "مراقب" أو "داعم معنوي" للحوثيين، بل كان "العقل المدبر والداعم الأكبر" للانقلاب الذي اندلع في 2014، مؤكدًا أن "الشعب اليمني لن ينسى، ولن يغفر" لهذا الحزب وإيران دورهما في "إزهاق أرواح مئات الآلاف من اليمنيين، وتدمير البنية التحتية للبلاد، وتحويل اليمن إلى منصة تهديد للأمن الإقليمي والدولي".
دعوة الحوار مع السعودية: "هروب يائس واعتراف بالفشل"
ورأى الإرياني أن محاولة حزب الله الأخيرة للتودد إلى المملكة العربية السعودية، عبر دعوة الحوار، ليست سوى "اعتراف ضمني بفشل مشروعه التوسعي الطائفي"، ووصفها بأنها "هروب يائس من الضغوط الداخلية في لبنان، والضغوط الدولية المتصاعدة على إيران ووكلائها".
وأضاف:
"هذه الدعوة لا تنطلي على أحد، فهي تأتي بعد عقود من التخريب والتدخل في شؤون الدول العربية، وبعد أن أصبح مشروعهم مكشوفًا، وانكشفت أهدافهم الحقيقية التي لا علاقة لها بـ'المقاومة'، بل بتنفيذ أجندات طهران التوسعية".
وتابع:
"حزب الله وإيران سيذهبان بمشروعهما الطائفي المشبوه إلى مزبلة التاريخ، لأن الشعوب العربية لم تعد تصدق هذه الشعارات، ولم تعد تنطلي عليها محاولات التضليل والتمويه. وعي الشعوب أصبح أقوى من كل هذا".
السعودية: "قلعة العرب وحصنهم المنيع"
واختتم الإرياني تصريحاته بتوجيه رسالة واضحة إلى المملكة العربية السعودية، قائلاً:
"السعودية ستبقى قلعة العرب وحصنهم المنيع، وهي التي تقف في وجه المشروعات التخريبية، وتدافع عن الأمن القومي العربي، ولن تسمح لأي طرف إقليمي أو دولي بزعزعة استقرار المنطقة أو تهديد أمنها".
وأكد أن المملكة تمتلك من الحكمة والرؤية ما يمكنها من التمييز بين من يتحدث عن "المقاومة" لخدمة إسرائيل وإيران، وبين من يدافع فعلاً عن قضايا الأمة.
خلفية: دعوة قاسم للحوار مع الرياض
يأتي هذا الرد بعد ساعات من كلمة متلفزة ألقاها نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، بمناسبة الذكرى الأولى لاغتيال إسرائيل لقائد المجلس العسكري في الحزب، إبراهيم عقيل، وقياديين من وحدة "الرضوان"، في 20 سبتمبر 2024.
ودعا قاسم خلال كلمته إلى "فتح صفحة جديدة مع السعودية"، مُقترحًا ثلاثة أسس للحوار:
- معالجة الإشكالات القائمة وتبديد المخاوف المتبادلة.
- الانطلاق من أن "إسرائيل هي العدو وليس المقاومة".
- تجميد الخلافات الماضية مرحليًا للتركيز على مواجهة إسرائيل.
وزعم قاسم أن "سلاح حزب الله موجه حصريًا ضد إسرائيل، وليس ضد السعودية أو سوريا أو اليمن أو لبنان أو أي دولة عربية أخرى"، مشددًا على أن "استمرار الضغوط على المقاومة يصب في مصلحة إسرائيل ويزيد من الأخطار التي قد تطال دول المنطقة".
لماذا الآن؟
يُقرأ هذا التصعيد الإعلامي من جانب الإرياني في سياق رفض يمني رسمي وشعبي لمحاولة حزب الله "غسل سمعته" بعد سنوات من التدخل العسكري المباشر في اليمن، عبر تزويد الحوثيين بالصواريخ والخبراء والخطط العسكرية، وهو ما أقر به قادة الحزب سابقًا، قبل أن يحاولوا التراجع عنه في ظل الضغوط الدولية والإقليمية.
كما يُنظر إلى دعوة الحوار مع السعودية على أنها محاولة من حزب الله للتخفيف من العزلة المتزايدة، خاصة بعد التقارب السعودي-الإيراني، وانشغال طهران بتحديات داخلية وخارجية، وتصاعد الضغوط على لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية والأمنية.