السبت 20 سبتمبر 2025 11:19 مـ 28 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”مواطنون يصرخون: أعيدوا لنا طفولتنا! — قصة معلم ترفيهي مات واقفاً في عدن”

الأحد 21 سبتمبر 2025 12:40 صـ 29 ربيع أول 1447 هـ
المنتزه
المنتزه

في مشهد يعكس تراجعاً ملموساً في البنية التحتية والخدمات العامة، تحوّل "منتزه المرأة"، التابع لاتحاد نساء اليمن في مديرية المنصورة، من وجهة ترفيهية عائلية راقية إلى مساحة مهجورة تغطيها الأنقاض والنباتات البرية، بعد سنوات من الإهمال وغياب الصيانة والعناية اللازمة.

216.73.216.118

وكان المنتزه، الذي يمتد على مساحة واسعة ويطلّ على ثلاثة شوارع رئيسية في قلب المنصورة، يُعدّ أحد أبرز المعالم الترفيهية في المدينة، حيث كان يجذب العائلات والأطفال بمرافقه المتنوعة التي شملت ألعاباً حديثة، وأقفاصاً للحيوانات والطيور النادرة، فضلاً عن كافتيريا مريحة تقدم خدماتها للزوار في أجواء ممتعة تجمع بين الطبيعة والترفيه.

لكن المشهد اليوم يختلف جذرياً. فالممرات التي كانت تعجّ بالضحك والفرح أصبحت مهجورة، والأرجوحات والألعاب صدئة ومكسورة، والحيوانات اختفت من أقفاصها، والكافتيريا تحولت إلى غرفة مهجورة تكسوها الأتربة. حتى الأشجار التي كانت تظلل الزوار فقدت عنايتها، وأصبحت أغصانها الجافة تشكل خطراً على المارّة.

مواطنون: "هذا المكان كان جنة.. نريد استعادته"

عبّر عدد من المواطنين عن حزنهم البالغ إزاء هذا التدهور، مشيرين إلى أن المنتزه كان يُعدّ متنفساً حقيقياً للعائلات في مدينة تعاني من شحّ المرافق العامة. وقال المواطن أحمد السقاف: "كنا نأتي هنا كل عطلة نهاية أسبوع مع أطفالنا، كان المكان نظيفاً، آمناً، وممتعاً. اليوم لا يمكن حتى الدخول إليه خوفاً من الانهيارات أو الأفاعي التي تسللت إليه بسبب الإهمال".

وأضافت المواطنة فاطمة عبد الرحمن، وهي أم لثلاثة أطفال: "أين ذهبت تلك الأيام الجميلة؟ أطفالي يسألونني لماذا لا نذهب إلى المنتزه كما كنا نفعل، ولا أعرف ماذا أقول لهم. نريد أن تعود المدينة لاحتضان أطفالها في مكان آمن وجميل".

نداءات متكررة.. والجهات المعنية غائبة

رغم النداءات المتكررة من قبل السكان والمنظمات المجتمعية، لم تُبدِ الجهات المعنية أي تحرك جاد لإعادة تأهيل المنتزه، الذي لا يزال يحتفظ بموقع استراتيجي وبنية تحتية يمكن ترميمها بتكاليف معقولة مقارنة ببناء منشأة جديدة.

ويطالب المواطنون والناشطون المحليون بتدخل عاجل من قبل السلطة المحلية، واتحاد نساء اليمن، والجهات المانحة، لإعادة تأهيل المنتزه وتحويله مجدداً إلى معلم ترفيهي وسياحي يخدم المجتمع، لا أن يتحول إلى رمز للإهمال والانهيار.

خبير تخطيط حضري: "إهمال المرافق الترفيهية يعكس انهياراً مجتمعياً"

وفي تعليق له، قال الخبير في التخطيط الحضري د. محمد باعمر: "إهمال المرافق الترفيهية لا يعكس فقط تراجعاً في الخدمات، بل يدل على انهيار في الرؤية التنموية والاجتماعية. هذه المرافق ليست رفاهية، بل ضرورة نفسية واجتماعية، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المجتمع. إعادة تأهيل منتزه المرأة ليست مسألة جمالية فقط، بل استثمار في صحة المجتمع وتماسكه".