حادث مأساوي يودي بحياة خمس نساء من أسرة واحدة في أحور بأبين… غرق جماعي أثناء محاولة إنقاذ إحداهن

هزّت حادثة مؤلمة ومروعة صباح اليوم الأحد مديرية أحور بمحافظة أبين، حيث لقيت خمس نساء من أسرة واحدة مصرعهن غرقاً في حفرة مائية عميقة خلفتها سيول الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة الأسبوع الماضي، وذلك في قرية "المحصامة" القريبة من موقع كامب "بن لاذن" العسكري السابق.
216.73.216.118
وبحسب روايات شهود عيان ومصادر محلية، كانت النساء الخمس في طريقهن إلى بركة مياه راكدة لغسل الأغنام، وهي ممارسة اعتيادية في المناطق الريفية، عندما انزلقت إحداهن فجأة في الحفرة المليئة بالماء والتي لم تكن مرئية بوضوح بسبب طبيعة الأرض والركود المائي. وفور سقوطها، حاولت باقي النساء إنقاذها بإلقاء أنفسهن تباعاً في محاولة يائسة لانتشالها، لكن عمق الحفرة وانعدام وسائل الإنقاذ السريع أدّيا إلى غرقهن جميعاً في مشهد مأساوي هزّ أرجاء القرية وأثار موجة من الصدمة والحزن العميق بين السكان.
هوية الضحايا:
جميع الضحايا ينتمين إلى نفس الأسرة، ما جعل الفاجعة أكثر ألماً وإيلاماً لأهالي المنطقة:
- زوجة المرحوم محمد مسعود لعور (36 عاماً)
- ابنة المرحوم محمد سعيد لعور (12 عاماً)
- شقيقة عوض سالم زاقم "دحباش" (18 عاماً)
- ابنة عوض سالم زاقم "دحباش" (15 عاماً)
- زوجة أحمد مسعود لعور "أبو هادي" (34 عاماً)
وتنتمي الأسرة المنكوبة إلى قبيلة "آل العميسي – بيت أهل سالم علي"، وهي من الأسر المعروفة في المنطقة، ما جعل الحادثة تُشكّل صدمة جماعية طالت المشاعر والعلاقات الاجتماعية في القرية والمناطق المجاورة.
ردود الفعل والمشهد المحلي:
خيّمت أجواء الحزن والأسى على قرية المحصامة منذ الساعات الأولى للحادث، وتوافد الأهالي من القرى المجاورة للمشاركة في العزاء وتقديم واجب المواساة لأسر الضحايا، فيما تجمّع العشرات عند موقع الحادثة، مطالبين الجهات المعنية بسرعة التدخل لمعالجة مثل هذه الحفريات الخطيرة التي تشكل تهديداً مستمراً للسكان، خاصة الأطفال والنساء.
وقال أحد وجهاء المنطقة:
"هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الحوادث، لكننا لم نتوقع أن تكون بهذا الحجم والفداحة. خمس نساء دفعة واحدة من أسرة واحدة... هذا كارثة إنسانية بكل المقاييس."
نداءات عاجلة للسلطات المحلية:
في أعقاب الحادث، ارتفعت الأصوات المطالبة بضرورة تدخل السلطات المحلية والجهات المعنية لإزالة أو تسوير الحفريات المائية المنتشرة في المنطقة، والتي أصبحت مصائد موت بعد كل موسم أمطار، كما طالب الأهالي بحملات توعوية حول مخاطر الاقتراب من هذه المواقع دون اتخاذ إجراءات السلامة.
كما دعا ناشطون محليون عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى تشكيل لجنة طوارئ مجتمعية بالتعاون مع السلطة المحلية لحصر وتأمين جميع الحفر الخطرة في المديرية، واصفين ما حدث بأنه "جريمة إهمال يمكن تجنّبها لو وُجدت إرادة وطنية ومجتمعية".
تعازي واسعة وتكريم رمزي:
بدأ السكان في تنظيم مجلس عزاء جماعي للضحايا، فيما أعلن عدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية عن تقديم تعازٍ رسمية لأسرة آل العميسي، مؤكدين أن المجتمع لن يتركهم وحدهم في محنتهم.
ويُنتظر أن تشهد الأيام القادمة تحركات رسمية وشعبية لمنع تكرار مثل هذه الكوارث، في وقت يبقى فيه أهالي أحور يعيشون تحت وطأة فقدان خمس نساء كنّ عماداً لأسرتهن، في حادثة ستظل محفورة في ذاكرة المنطقة كواحدة من أكثر الحوادث الإنسانية ألماً في السنوات الأخيرة.