قطرة عين جديدة تمنح الأمل في علاج التنكس البقعي المرتبط بالعمر

أظهرت دراسة حديثة نجاح قطرة عين مبتكرة في توصيل المركبات الوقائية مباشرة إلى الجزء الأكثر احتياجًا في العين، مما يعزز الآمال في إيجاد علاج أقل تدخلاً لحالات فقدان البصر الخطيرة.
الدراسة التي قادتها جامعة RMIT الأسترالية، وجرى نشر نتائجها، ركزت على أحد أكثر أمراض العيون انتشارًا، وهو التنكس البقعي المرتبط بالعمر (AMD).
ما هو التنكس البقعي المرتبط بالعمر؟
216.73.216.39
التنكس البقعي مرض يصيب شبكية العين ويؤثر بشكل مباشر على البقعة الصفراء، المسؤولة عن الرؤية المركزية الدقيقة. هذا المرض قد يؤدي إلى فقدان البصر الجزئي أو الكلي، ويُعد من الأسباب الرئيسية للعمى بين كبار السن حول العالم.
وتشمل عوامل الخطر الرئيسية للإصابة به: التقدم في العمر، العامل الوراثي، سوء النظام الغذائي، ارتفاع ضغط الدم، السمنة، التدخين، بالإضافة إلى التعرض المفرط للضوء الأزرق الصادر عن الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب والتلفاز.
تفاصيل الدراسة والنتائج الأولية
ركز الباحثون على توصيل اللوتين، وهو مركب مضاد للأكسدة يوجد بشكل طبيعي في بعض الفواكه مثل الجاك فروت، إلى مؤخرة العين لدعم صحة الشبكية.
وخلال تجارب أجريت على الفئران بالتعاون مع مركز أبحاث العيون في أستراليا (CERA)، تمكنت التركيبة الجديدة من الوصول إلى شبكية العين مباشرة، وهو ما كان يتحقق سابقًا فقط عبر الحقن. كما أثبتت الدراسة أن اللوتين بقي مستقرًا لعدة أشهر في درجة حرارة الغرفة.
وأظهرت تجارب زراعة الخلايا أن اللوتين ساعد على حماية خلايا الشبكية من الإجهاد والأضرار المرتبطة بفقدان البصر، ما يعزز إمكانية استخدامه كوسيلة وقائية فعالة.
تصريحات الباحثين ومستقبل العلاج
أوضحت الدكتورة داو نجوين، قائدة البحث، أن التقنية الجديدة قد توفر بديلًا مريحًا للمرضى بدلاً من الحقن المتكررة، مؤكدة أن قطرات العين لن تكون بديلاً تامًا عن الحقن، بل ستُستخدم بشكل أساسي في المراحل المبكرة من المرض للوقاية وتقليل المضاعفات.
وأضافت أن التقنية قادرة على حماية المركبات الحساسة وإيصالها بأمان إلى الجزء الخلفي من العين، وهو ما كان يمثل تحديًا أمام الباحثين لعقود طويلة.
التحديات والخطوات القادمة
رغم النتائج المشجعة، أشار فريق البحث إلى أن العمل لا يزال في مراحله المبكرة، حيث اقتصرت التجارب على الحيوانات وخلايا معملية. ولم يُختبر بعد ما إذا كانت التركيبة قادرة على تحسين النتائج السريرية لدى البشر.
وتتمثل الخطوة القادمة في إجراء تجارب سريرية بشرية لتقييم فعالية وأمان القطرة على المدى الطويل.
يبقى الاكتشاف الجديد خطوة مهمة نحو علاج أقل تدخلاً وأكثر أمانًا لمرضى التنكس البقعي، لكنه ما زال بحاجة إلى سنوات من الأبحاث قبل أن يتحول إلى خيار علاجي متاح للمرضى حول العالم.