الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 07:13 مـ 1 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”الاحتفال بثورة سبتمبر خيانة؟!”.. داخلية الحوثي تُصدر بياناً صادماً يُفجّر غضب اليمنيين

الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 08:52 مـ 1 ربيع آخر 1447 هـ
داخلية الحوثي
داخلية الحوثي

في خطوة تصعيدية جديدة تهدف إلى قمع أي تعبير شعبي عن الهوية الوطنية اليمنية، أصدرت وزارة الداخلية في حكومة ميليشيا الحوثي الإرهابية – غير المعترف بها دولياً – بياناً اعتبرت فيه الاحتفال بالذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر 1962، التي أنهت الحكم الإمامي في اليمن، بمثابة "خيانة وعمالة"، في محاولة صارخة لتشويه رمز وطني يمثل علامة فارقة في تاريخ اليمن الحديث.

216.73.216.39

وزعمت الوزارة في بيانها أن "الأجهزة الأمنية التابعة لها حصلت على معلومات تفيد بأن العدو الأمريكي والإسرائيلي، عبر أدواته في الداخل، حاول العام الماضي تنفيذ مخططات خبيثة لاستغلال المناسبات الوطنية، ومنها ذكرى 26 سبتمبر، من خلال إنفاق أموال طائلة بهدف ضرب الجبهة الداخلية وإثارة الفتنة والفوضى، بعد فشلهم – حسب زعم البيان – في إيقاف مساندتهم لأبناء غزة".

وأضاف البيان أن "المعلومات الدقيقة تؤكد أن العدو يسعى هذا العام لتكرار محاولاته عبر استغلال ذكرى 26 سبتمبر"، محذراً "كل من تسوّل له نفسه التورط في خدمة الأعداء أو السقوط في مستنقع الخيانة والعمالة"، في إشارة مباشرة إلى الناشطين والمواطنين الذين يعتزمون الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية، والتي يُنظر إليها كرمز للتحرر من الحكم الكهنوتي.

ويأتي هذا البيان في سياق حملة قمع متصاعدة تشنها الميليشيات الحوثية ضد أي صوت معارض أو حتى محايد، حيث سبق أن اعتقلت خلال الساعات الماضية الصحافي ماجد زايد، وقبله الكاتب والمحلل السياسي أوراس الأرياني، في إطار حملة اعتقالات واسعة تستهدف المثقفين والإعلاميين والنشطاء الذين يعبرون عن رفضهم لسياسات الجماعة أو يحتفون بالمناسبات الوطنية التي لا تتماشى مع أيديولوجيتها.

ويرى مراقبون سياسيون وحقوقيون أن هذا البيان ليس سوى "محاولة استباقية" من قبل ميليشيا الحوثي لترهيب الشعب اليمني ومنعه من الاحتفال بثورة سبتمبر، التي تمثل في وجدان اليمنيين رمزاً للجمهورية والحرية والتحرر من الاستبداد الديني. كما يُفسّر البيان كإشارة واضحة إلى نية الجماعة تنفيذ حملات اعتقالات واسعة النطاق ضد المناوئين لها، كما فعلت في الأعوام السابقة، حيث شهدت الذكرى السنوية لثورة سبتمبر اعتقالات تعسفية ومداهمات ليلية وقمعاً للمسيرات السلمية.

ويشير الخبراء إلى أن ميليشيا الحوثي، التي ترفع شعار "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود"، تستخدم هذه الخطابات الشعبوية والاتهامات الجاهزة كغطاء لتبرير قمعها الداخلي، وتحويل الأنظار عن فشلها في إدارة شؤون البلاد، وعن انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان، وعن استمرارها في تجنيد الأطفال واستهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية.

وتشدد المنظمات الحقوقية على أن منع الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر، أو اعتباره "خيانة"، يُعد انتهاكاً صارخاً للحق في التعبير والتجمع السلمي، ومحاولة يائسة لطمس الهوية الوطنية اليمنية، واستبدالها بأيديولوجيا طائفية متشددة لا تمثل سوى فئة محدودة من الشعب اليمني.

وفي ظل تصاعد التوترات وزيادة وتيرة الاعتقالات، يخشى مراقبون من أن تشهد الأيام المقبلة موجة جديدة من القمع والاعتقالات، خاصة مع اقتراب موعد الذكرى في 26 سبتمبر، في وقت يدعو فيه ناشطون حقوقيون المجتمع الدولي والمنظمات الأممية إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات، وحماية حرية التعبير والحق في الاحتفال بالمناسبات الوطنية في اليمن.

ثورة 26 سبتمبر 1962، هي ثورة شعبية وعسكرية أطاحت بالنظام الملكي الإمامي في شمال اليمن، وأعلنت قيام الجمهورية العربية اليمنية، وهي حدث وطني يحتفي به اليمنيون في الشمال والجنوب كرمز للتحرر والحداثة، لكنه يُستهدف اليوم من قبل جماعة الحوثي التي تسعى لإعادة إنتاج نسخة محدثة من الحكم الكهنوتي تحت غطاء ديني وسياسي.

موضوعات متعلقة