”أفتهان لم تمت صامتة”... كيف هزّت جريمتها تعز وأجبرت المدراء على الهروب؟

نفذ العشرات من أهالي وأصدقاء الشابة "أفتهان المشهري"، مساء اليوم، وقفة احتجاجية حاشدة أمام مبنى محافظة تعز، للمطالبة بالقبض على قتلة ابنتهم والقصاص منهم، في ظل تصاعد الغضب الشعبي إزاء مماطلة الأجهزة الأمنية في كشف ملابسات الجريمة التي هزت الرأي العام المحلي.
216.73.216.39
ورفع المحتجون لافتات تندد بالإفلات من العقاب، وتطالب بتحقيق عاجل وشفاف، فيما هتفوا بشعارات غاضبة منها: "يا قاتل أفتهان، الدم ما راح يُنسى"، و"نريد قصاصاً لا وعوداً"، و"السلطة تتقاعس والقاتل يتجول".
وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ"خبرنا"، فقد تصاعدت وتيرة الاحتجاجات مع توافد أعداد أكبر من المواطنين، ما دفع بمدراء مكاتب داخل مبنى السلطة المحلية إلى مغادرته بشكل مفاجئ، خشية من تصاعد الموقف أو حدوث احتكاكات، في مؤشر على حجم الضغط الشعبي الذي تمارسه الأسرة والمجتمع.
وأكد أحد أقارب الضحية : "لن نهدأ حتى يُكشف القاتل ويُقدم للعدالة، نحن لا نريد تعويضات ولا وعوداً، نريد قصاصاً يُرضي الله وضميرنا، ويكبح جماح من يعتقدون أنهم فوق القانون".
من جهتها، دعت منظمات مجتمع مدني وحقوقية في تعز إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة، وفتح تحقيق علني يُشارك فيه ذوو الضحية، مشيرة إلى أن استمرار التلكؤ في كشف الجناة يُغذي ثقافة الإفلات من العقاب، ويشكل خطراً على أمن واستقرار المجتمع.
يُذكر أن الشابة "أفتهان المشهري" كانت قد لقيت مصرعها قبل أيام في ظروف غامضة، ما أثار موجة غضب واسعة في أوساط المجتمع، خاصة مع تداول معلومات غير مؤكدة عن تورط أطراف نافذة في الجريمة، وهو ما زاد من مخاوف الأهالي من طمس الحقيقة أو التستر على الجناة.
ويُنتظر أن تشهد الساعات المقبلة تحركات ميدانية وسياسية متصاعدة، في ظل تمسك أسرة الضحية وداعميهم بالبقاء في ساحات الاحتجاج حتى تحقيق مطالبهم، بينما يراقب الشارع التزام السلطات المحلية بوعودها السابقة بسرعة كشف ملابسات الجريمة وتقديم الجناة للعدالة.