مأساة في شبرا الخيمة: شاحن هاتف يودي بحياة أسرة بكاملها في حريق مشؤوم
في مشهد مأساوي هز أحياء مدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، لقيت أسرة مكونة من 6 أفراد، بينهم أطفال، مصرعهم في وقت مبكر من صباح أمس، إثر حريق هائل اندلع في شقتهم السكنية.
وتسبب الحريق، الذي بدأ من شرارة بسيطة، في وفاة أفراد الأسرة اختناقاً وتفحماً، في حين تشير التحقيقات الأولية إلى أن السبب وراء الكارثة هو "شاحن هاتف محمول" ترك موصولاً بالكهرباء.
تفاصيل الحريق:
وفقاً لمصادر أمنية وإعلامية، تحدثت لوسائل الإعلام المحلية، فإن الحريق اندلع حوالي السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي.
بدأت اللهب من داخل المطبخ، وسرعان ما انتشر بسرعة فائقة إلى باقي أرجاء الشقة الصغيرة، مدفوعاً بوجود مواد قابلة للاشتعال. وفي غضون دقائق، امتلأت الشقة بالدخان الأسود الكثيف الذي حال على رؤية أي شيء ومنع أي محاولة للنجاة.
محاولات إنقاذ يائسة وعقبة حديدية:
وصف شهود عيان المشهد بالمؤلم، حيث قطع بكاء وصراخ أطفال صمت الصباح الباكر، واستفز مشاعر الجيران الذين هرعوا على الفور لمحاولة المساعدة.
وباستخدام خراطيم المياه الأولية، حاول الجيران إطفاء النيران والوصول إلى المحبوسين، إلا أن وجود باب حديدي خارجي مثبت أمام باب الشقة الرئيسي شكل عقبة منيعة حال دون وصولهم إليهم في الوقت المناسب، مما أضاع الوقت الثمين وقلص فرص النجاة إلى الصفر.
اكتشاف مرعب:
وبعد جهود مضنية ومحاولات لاقتحام الباب الحديدي، تمكن الجيران من فتح الطريق، ليدخلوا إلى مشهد مروع. فوجئوا بخمس جثث متفحمة لأفراد من الأسرة لفظوا أنفاسهم الأخيرة داخل النيران.
وفي لمسة درامية حزينة، عُثر على طفل من ذوي الهمم لم تصله النيران، لكنه كان قد فارق الحياة بالفعل بسبب اختناقه بالدخان الكثيف الذي ملأ المكان، ليكون الضحية السادسة لهذه المأساة التي لم تترك ناجياً.
الرد الرسمي والتحقيقات الجارية:
على الفور، وصلت قوات من الحماية المدنية والشرطة إلى موقع الحريق، وتمكنت من السيطرة على النيران بعد أن التهمت محتويات الشقة بالكامل. حفر فرق الإسعاف حضورها، إلا أن جهود الإنقاذ جاءت بعد فوات الأوان.
نقلت الجثث الستة إلى مشرحة المستشفى تحت إشراف النيابة العامة، التي باشرت التحقيق في الواقعة. استمعت النيابة لأقوال شهود العيان وجيران الأسرة، فيما تم تكليف الخبراء بفحص بقايا الشاحن والأسلاك الكهربائية لتحديد السبب الدقيق للحريق بشكل نهائي، وتحديد ما إذا كان هناك إهمال أم أن الأمر مجرد حادث مؤسف.
تحذيرات من "قنابل موقوتة":
تأتي هذه الحادثة المأساوية لتضع ضوءاً كاشفاً على المخاطر الكامنة في استخدام الأجهزة الإلكترونية وشواحن الهواتف غير المطابقة للمواصفات أو الرخيصة، والتي تتحول إلى "قنابل موقوتة" داخل المنازل.
وتدعو الحادثة إلى ضرورة زيادة الوعي العام بأهمية فصل الأجهزة عن الكهرباء بعد انتهاء الشحن، وعدم تركها موصولة طوال الليل أو لفترات طويلة دون رقابة، تجنباً لتكرار مثل هذه الكوارث التي تدمر العائلات وتترك ندوباً غائرة في المجتمع.













