السبت 8 نوفمبر 2025 02:32 صـ 17 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

لماذا لا تزال وسائل الإعلام الحوثية المدعومة من إيران تبث إلى أوروبا؟

السبت 8 نوفمبر 2025 02:54 صـ 17 جمادى أول 1447 هـ
لماذا لا تزال وسائل الإعلام الحوثية المدعومة من إيران تبث إلى أوروبا؟

انتقد وزير الإعلام، معمر الإرياني، استمرار بث وسائل الإعلام التابعة لمليشيا الحوثي عبر الأقمار الصناعية الأوروبية، واصفًا ذلك بأنه تواطؤ مباشر في نشر خطاب الكراهية والتحريض على العنف والطائفية، وانتهاك صارخ للقوانين الدولية والأوروبية.

وفي مقال نشره الوزير في وكالة "ذا ميديا لاين" الأمريكية المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط، تحت عنوان: "لماذا لا تزال وسائل الإعلام الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران تبث إلى أوروبا؟"، وطالعه "المشهد اليمني"، سلّط الضوء على ما وصفه بالتناقض الصارخ بين خطاب أوروبا المعلن في مواجهة التطرف، واستمرارها في تمكين أدوات التحريض الحوثية من البث عبر شبكة "يوتلسات" الأوروبية.

انتهاك للقيم الأوروبية والدولية

وأوضح الإرياني أن السماح لقنوات مثل "المسيرة" والقنوات الحكومية اليمنية المختطفة بالبث عبر أقمار "يوتلسات"، يمثل خيانة للقيم التي تدّعي أوروبا الدفاع عنها، ويحوّلها إلى شريك في نشر التطرف، مشيرًا إلى أن هذه القنوات تبث يوميًا محتوى يحرض على العنف والكراهية والجهاد، ويمجّد القتل، ويغسل أدمغة الأطفال، وينشر الفكر الطائفي.

وأشار الوزير إلى أن هذه القنوات لا تقتصر على "المسيرة"، بل تشمل أيضًا قنوات رسمية مثل "اليمن"، و"سبأ"، و"الإيمان"، التي استولت عليها الجماعة بعد اقتحام مؤسسات الدولة في صنعاء، وتستخدمها كمنصات دعائية تحت الاسم الرسمي للجمهورية اليمنية، رغم اعتبار الجماعة غير شرعية من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا.

دعوة إلى تحرك قانوني وتنظيمي

ودعا الإرياني فرنسا، بصفتها عضوًا مؤسسًا في الاتحاد الأوروبي، إلى تحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية، وضمان قيام الهيئة التنظيمية الفرنسية ARCOM بإنهاء أي تراخيص أو عقود تسمح ببث هذه القنوات، مؤكدًا أن استمرار بثها يهدد النسيج الاجتماعي في اليمن ويغذي التطرف بين الأجيال.

كما أشار إلى أن الشعار الذي ترفعه الجماعة، "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"، ليس مجرد شعار سياسي، بل دعوة صريحة للكراهية وتحريض مباشر على العنف ضد شعوب وأديان بأكملها، ويُستخدم في برامج الأطفال ونشرات الأخبار كأداة نفسية لتطبيع الكراهية.

انتقاد للمعايير المزدوجة

وتساءل الوزير عن سبب صمت أوروبا تجاه هذا المحتوى، في الوقت الذي تتخذ فيه إجراءات صارمة ضد التطرف عبر الإنترنت، معتبرًا أن هذا الصمت لا يُعد حيادًا، بل تواطؤًا يقوّض مصداقية الخطاب الأوروبي في الدفاع عن حقوق الإنسان ومكافحة التطرف العنيف.

وختم الإرياني مقاله بالتأكيد على أن ما تبثه قنوات الحوثيين ليس إعلامًا، بل آلة دعائية إيرانية تهدف إلى تدمير مستقبل اليمن، وأن التغاضي عن هذا البث يمثل فشلًا أخلاقيًا ستسجله صفحات التاريخ.