الجمعة 26 سبتمبر 2025 12:17 صـ 4 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”حمّلناه الأمانة فخانها”.. شاعر يمني يكشف تفاصيل سرقة سيارة زميله على يد قيادي كبير

الجمعة 26 سبتمبر 2025 01:41 صـ 4 ربيع آخر 1447 هـ
المخلافي
المخلافي

كشف الصحفي والشاعر رياض السامعي عن جريمة سرقة وابتزاز تورّط فيها الشيخ حمود سعيد المخلافي، مستهدفًا فيها الزميل نبيل الأسيدي، رئيس لجنة التدريب والتأهيل في نقابة الصحفيين اليمنيين، في واقعة تعود إلى عام 2011، وما زالت آثارها تلقي بظلالها حتى اليوم.

216.73.216.165

وفي تفاصيل الواقعة التي كشف عنها السامعي، قال: "في عام 2011، كنا متواجدين في مقر نقابة الصحفيين بصنعاء، وخرجنا بعد صلاة المغرب لنذهب لقضاء بعض الحاجات، فتفاجأنا باختفاء سيارة الزميل نبيل الأسيدي من نوع لاند كروزر، والتي كانت مُركونة أمام مقر النقابة.

وقدّمنا حينها بلاغًا رسميًا للجهات الأمنية المختصة، وبدأنا نحن شخصيًا بجهودٍ ذاتية في التحري والبحث عن السيارة المفقودة".

وأضاف السامعي أن التحريات والتحقيقات التي جرت آنذاك أفضت إلى اكتشاف أن السيارة قد سُرقت على يد شخص يُدعى عمار الأغبري – على حد تعبيره – والذي قام بنقلها إلى مدينة تعز، حيث سلّمها إلى الشيخ حمود سعيد المخلافي، أحد الوجوه القبلية والسياسية البارزة في المحافظة آنذاك.

وأوضح السامعي أن الزملاء والنقابة حاولوا التواصل مع الشيخ المخلافي عبر وسطاء ومحامين وأصدقاء مشتركين، في محاولة لاستعادة السيارة، مشيرًا إلى أن الأخير "وعد بإعادتها"، ما دفعهم إلى التفكير في تكريمه إعلاميًا كـ"ردّ جميل" على موقفه المفترض، وقال: "اتفقنا حينها أن ننشر له شكرًا وإشادات في بعض الصحف، ونثني على موقفه النبيل، فقط لتسريع عملية تسليم السيارة، لا أكثر".

إلا أن الأمور سارت بخلاف التوقعات، إذ كشف السامعي أن الشيخ المخلافي "نكث بوعده، ولم يُظهر أي موقف نبيل"، بل على العكس، اتضح لاحقًا أنه "كان يحمي اللصوص ويقف إلى جانبهم، بل وشاركهم في مخطط ابتزاز الضحية"، حيث "طلب اللص – بدعمٍ أو تواطؤٍ من المخلافي – مبلغًا ماليًا مقابل إعادة السيارة إلى صاحبها".

وأعرب السامعي عن استيائه من تحوّل مسار العدالة في اليمن، حيث قال بمرارة: "مرّت السنوات، وجاءت الحرب، وها هو زعيم تلك العصابة، الذي كان يحمي اللصوص ويتآمر على زملائنا، يصبح اليوم سيد المقاومة ورئيسًا لمجلسها الأعلى، بعد أن غادر تعز إلى تركيا"، مضيفًا: "أما سيارة الزميل نبيل الأسيدي، فلم تعد إليه حتى اليوم، ولا يزال ينتظر عدالةٍ غابت طويلاً".

الواقعة التي كشف عنها السامعي تعيد إلى الأذهان قضايا كثيرة من الفساد والتواطؤ التي انتشرت في فترات الاضطراب السياسي والأمني التي عاشها اليمن، وتشير إلى كيف أن بعض الوجوه التي ارتبطت بانتهاكات سابقة تمكّنت لاحقًا من اكتساب شرعية جديدة في ظل تحوّلات الصراع، بينما بقي الضحايا دون تعويض أو حتى اعتراف بمعاناتهم.

موضوعات متعلقة