الخميس 25 سبتمبر 2025 07:47 مـ 3 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

ناشطون يمنيون يطلقون حملة وطنية شاملة بعنوان ”#26سبتمبر_ثوره_متجدده” لإحياء ذكرى الثورة الجمهورية ومواجهة مشاريع الكهنوت

الخميس 25 سبتمبر 2025 09:32 مـ 3 ربيع آخر 1447 هـ
شعار الحملة
شعار الحملة

في مشهد وطني جامع يعكس وعيًا جيلًا جديدًا بمسؤولياته التاريخية، أطلق ناشطون يمنيون من مختلف المحافظات والمهجر حملة إعلامية وثقافية واسعة النطاق تحت شعار "#سبتمبر26_ثوره_متجدده"، وذلك استعدادًا للذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر 1962 التي أنهت حكم الإمامة الكهنوتية وأرست دعائم الجمهورية في اليمن.

216.73.216.165

الحملة، التي تنطلق رسميًّا يوم الخميس 25 سبتمبر 2025م عند الساعة السادسة مساءً، تأتي في سياق تصاعد المخاوف من محاولات جماعة الحوثي – المدعومة من إيران – إعادة فرض خطاب "الولاية الدينية" و"الحكم السلالي"، في تكرارٍ صارخ لنظام الأئمة الذي ثار عليه الشعب اليمني قبل أكثر من ستة عقود.

وتهدف الحملة إلى تحفيز الوعي الجماعي، وتوحيد الموقف الوطني الرافض لأي عودة إلى عصور الظلم والتخلف، وتأكيد أن ثورة سبتمبر لم تكن حدثًا تاريخيًّا فحسب، بل مشروع حياة مستمر.

سبتمبر: ذكرى لا تُحتفى بها فقط، بل تُقاوم من أجلها

في بيانٍ لهم، أكد منظمو الحملة أن "ثورة 26 سبتمبر كانت لحظة ولادة جديدة للإنسان اليمني، حرًّا كريمًا، بعد قرون من الاستعباد باسم الدين والسلالة".

وأضافوا:

"اليوم، ومع تصاعد خطاب مليشيا الحوثي الإرهابية الداعي إلى 'ولاية الفقيه' و'حكم الأئمة'، نجد أنفسنا أمام معركة وجودية جديدة: معركة الذاكرة ضد النسيان، والحرية ضد العبودية، والجمهورية ضد الكهنوت."

وأشاروا إلى أن الحملة ليست مجرد تذكيرٍ بتاريخ مضى، بل "استنفارٌ وطني لمواجهة محاولات إعادة عقارب التاريخ إلى الوراء"، مشددين على أن "الاحتفاء بسبتمبر هو تأكيد على رفض أي وصاية على الشعب، وتمسكٌ بحقه في دولة مدنية عادلة، لا سلطان فيها إلا للشعب".

رسائل الحملة: بين التاريخ والمستقبل

تتضمن الحملة سلسلة من الرسائل الإعلامية العميقة التي تربط الماضي بالحاضر، وتُذكّر بأن ثورة سبتمبر لم تكن انقلابًا عسكريًّا فقط، بل "ثورة إنسانية شاملة" أعادت للإنسان اليمني كرامته، وفتحت أبواب المدارس، وحرّرت العقل من قيود الخرافة، ووحّدت اليمنيين شمالًا وجنوبًا تحت راية الحرية.

من أبرز ما جاء في الرسائل التوجيهية للحملة:

"في كل عام، يعود سبتمبر ليغسل جراح اليمنيين، ويمنحهم يقينًا أن فجر الحرية أقوى من ليل الطغيان."

"أحفاد الأئمة اليوم يحاولون العودة بنا إلى عصور الجهل والظلم، لكن دماء شهداء سبتمبر تظل درعًا يحمينا من كل محاولة لتمزيق الوطن أو إذلاله باسم السلالة."

"سبتمبر روح لا تموت... هو صوت المؤذن في صباح جديد، وصرخة الجندي في ساحة المعركة، وحبر القلم في يد الطالب."

مشاركة وطنية واسعة وتفاعل رقمي مكثف

الحملة، التي تحظى بدعم واسع من شخصيات وطنية، وأكاديميين، وفنانين، وشباب من مختلف المحافظات، ستشمل حملة تفاعل رقمي ضخمة عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب فعاليات ثقافية وندوات افتراضية، ونشر مواد وثائقية، ومقاطع فيديو قصيرة تحكي قصص شهداء وثوار سبتمبر.

كما دعا المنظمون جميع اليمنيين – داخل الوطن وخارجه – إلى المشاركة الفاعلة من خلال:

  • استخدام الهاشتاق الموحّد #سبتمبر26_ثوره_متجدده
  • مشاركة صور ومقاطع تعبّر عن الولاء لقيم الجمهورية
  • نشر شهادات حية من أبناء الثوار أو من عاصروا الحقبة
  • التفاعل مع المحتوى اليومي الذي سيُنشر بدءًا من 25 سبتمبر

سبتمبر: عهدٌ لا يُخان

وفي ختام بيانهم، جدّد الناشطون العهد لشهداء الثورة وللوطن:

"نحن على درب الأحرار ماضون... لن تُهدر دماء من سقطوا من أجل الحرية، ولن يعود اليمن إلى سلاسل الماضي. سيبقى سبتمبر نبراسًا يضيء طريق الأجيال، وصوتًا يعلو فوق كل أصوات الطغيان، حتى يتحرر الوطن من كل محتلٍّ ومغتصب، ويتحقق حلم اليمنيين في وطنٍ حر، موحّد، كريم، تحت راية الجمهورية الخالدة."

ويُنظر إلى هذه الحملة على أنها واحدة من أوسع المبادرات الوطنية التي تجمع بين الذاكرة التاريخية والفعل المقاوم في وجه مشاريع التفتيت والهيمنة الطائفية، في لحظة حرجة يمر بها اليمن، حيث تتصاعد الدعوات إلى استعادة الدولة المدنية ورفض أي شكل من أشكال الحكم المطلق أو الوراثي.