السبت 13 سبتمبر 2025 11:11 مـ 21 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”أمام مسجد بتعز يُقتل برصاصة واحدة... والسبب؟ خلاف على الإمامة!”

الأحد 14 سبتمبر 2025 12:16 صـ 22 ربيع أول 1447 هـ
تعز
تعز

شهدت محافظة تعز، اليوم السبت، حادثة دامية هزّت أرجاء المدينة وأثارت صدمة واسعة بين الأوساط الدينية والشعبية، بعد مقتل إمام مسجد برصاصة واحدة في مفرق يفرس الكلائبة بمديرية المعافر، إثر خلاف عنيف نشب بينه وبين آخر على خلفية إمامة أحد المساجد.

216.73.216.105

ووفقاً لمصادر أمنية ومحلية مطلعة، فإن الحادث وقع قبيل ظهر اليوم، عندما اشتبك الإمام – الذي لم تُكشف هويته رسمياً حتى الآن – مع رجل آخر في منطقة مزدحمة بالسكان، بعد خلاف حاد على من سيؤم المصلين في صلاة الظهر بمسجد محلي. وبحسب الروايات الأولية، بدأ الخلاف كنقاش ديني حاد حول أهلية كل منهما للإمامة، لكنه تصاعد بسرعة إلى شجار لفظي محتدم، ثم تحول إلى عنف جسدي باستخدام أدوات حادة، قبل أن ينهي الجاني الأمر بإطلاق رصاصة واحدة في رأس الضحية، ما أدى إلى مصرعه فوراً.

وقد شهد المكان حالة من الفوضى والذعر، حيث هرع المصلون والمواطنون إلى موقع الحادث، بينما أغلق بعضهم الطرق المؤدية إلى المكان خشية تفاقم الوضع، فيما استدعى البعض فوراً قوات الأمن.

وبعد تلقي بلاغ فوري من المواطنين، تحركت فرق الشرطة والقوات الأمنية في مديرية المعافر والمنطقة الأمنية الثالثة بسرعة مذهلة، ووصلت إلى مكان الجريمة خلال أقل من 15 دقيقة، وباشرت التحقيق الميداني، وتمكنت من تحديد هوية الجاني – وهو مواطن يبلغ من العمر 38 عاماً، ويعمل تاجرًا في السوق المحلي – واستدراجه إلى مركز الشرطة بعد عملية مطاردة قصيرة، لم تتجاوز الساعتين منذ وقوع الجريمة.

وقال مصدر أمني رفيع المستوى في مديرية المعافر:

"الجريمة كانت مفجعة، ليس فقط لأنها تمت في بيئة دينية حساسة، بل لأنها تجسد انزلاقاً خطيراً في ثقافة الحوار والاحترام بين أبناء المجتمع. الجاني لم يكن يملك أي سجل جنائي سابق، لكنه أقدم على فعلته تحت تأثير غضب غير مبرر، ونحن نتعامل مع الحالة بصرامة وشفافية، وسنقدمه للعدالة دون تأخير."

وأضاف المصدر أن الجاني اعترف أثناء التحقيق بارتكاب الجريمة، مبرراً فعلته بأنه "لم يتحمل إهانة كرامته أمام الناس" بسبب رفض البعض تعيينه إماماً، رغم أنه كان يتلقى تدريباً دينياً ويعتبر نفسه أهلًا للإمامة.

وأثارت الحادثة ردود فعل واسعة من قبل علماء الدين والمجتمع المدني في تعز، حيث نددت جمعية العلماء المسلمين في المحافظة بالحادث، ووصفته بـ"الخيانة للقيم الإسلامية التي تدعو إلى التسامح والحكمة"، داعية إلى "ضرورة تفعيل دور الدعاة والمعلمين في ترسيخ ثقافة الحوار ونبذ العنف".

من جانبه، طالب رئيس مجلس إدارة مسجد يفرس الكلائبة، في تصريح لإعلام محلي، بـ"إنشاء لجان محلية للمراجعة الدينية والاجتماعية لاختيار الأئمة، بعيداً عن الخلافات الشخصية، وفق معايير علمية وشرعية لا تُترك للعواطف أو الغيرة".

وأعلن محافظ تعز، في بيان رسمي، عن تشكيل لجنة تحقيق عليا برئاسة وكيل المحافظة، لتقصي ظروف الحادث، ودراسة آليات الوقاية من تكرار مثل هذه الجرائم، مشدداً على أن "الدين لا يُدافع عنه بالسلاح، بل بالعلم والحكمة".

وتشهد محافظة تعز، التي تعاني من تداعيات الحرب المستمرة منذ سنوات، تزايداً في حالات العنف المنزلي والمجتمعي، خاصة في المناطق النائية، مما يستدعي تدخلاً مجتمعياً وقانونياً عاجلاً لمنع انزلاق الخلافات الصغيرة إلى مآسٍ لا تُعوّض.

وتستمر التحقيقات في الحادث، فيما تم نقل جثمان الضحية إلى مستشفى المعافر العام، ودفن مساء اليوم بحضور عدد كبير من أهالي المنطقة، الذين توافدوا بأعداد كبيرة لتأبينه، وسط دعوات جماهيرية لعدم تكرار ما حدث.