الأحد 5 أكتوبر 2025 01:07 مـ 13 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

هل يدمّر تعدد المهام دماغك.. إليك ما تقوله الدراسات العلمية

الأحد 5 أكتوبر 2025 02:10 مـ 13 ربيع آخر 1447 هـ
هل يدمّر تعدد المهام دماغك
هل يدمّر تعدد المهام دماغك

في عالمنا الرقمي المتسارع، أصبح تعدد المهام سلوكًا شائعًا ومطلوبًا، خاصة مع الضغوط المهنية والأسرية،من الرد على البريد الإلكتروني أثناء الاجتماعات، إلى تصفح الهاتف أثناء مشاهدة التلفاز، أصبحنا نُمارس ما يسمى بـ"العمل المتوازي" دون توقف.

216.73.216.22

لكن هل هذه العادة "المنتجة" في ظاهرها، تُخفي ضررًا حقيقيًا على الدماغ والتركيز والصحة النفسية؟

تعدد المهام: ما بين الإنجاز والتشتت

فإن الانتقال المستمر بين المهام، سواء كانت بدنية أو رقمية، يؤدي إلى:

  • تباطؤ في الأداء العام

  • زيادة معدل الأخطاء

  • إجهاد ذهني ملحوظ

والسبب الرئيسي هو أن الدماغ البشري لا يُصمم لأداء أكثر من مهمة معقدة واحدة في الوقت ذاته. كل مرة ننتقل فيها من مهمة إلى أخرى، يضطر الدماغ لإعادة ضبط ما يسمى بـ"مجموعة القواعد التنفيذية"، ما يُعرف علميًا بـ "تكلفة التبديل المعرفي".

تأثير الوسائط المتعددة على التركيز والذاكرة

تُظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يفرطون في تعدد المهام باستخدام الوسائط (مثل التنقل المستمر بين تطبيقات الهاتف والتلفاز والكمبيوتر) يعانون من:

  • ضعف الذاكرة العاملة

  • انخفاض القدرة على الانتباه

  • تراجع كفاءة الأداء الذهني

هذا النوع من التشتت يؤثر سلبًا على القدرة على تصفية المحفزات غير الضرورية، ما يؤدي إلى انخفاض القدرة على التركيز على المهمة الحالية.

كيف يتأثر الدماغ علميًا عند تعدد المهام؟

1. محدودية القشرة الجبهية الأمامية

وهي الجزء المسؤول عن اتخاذ القرار والتركيز. عندما تحاول تنفيذ أكثر من مهمة في وقت واحد، فإن هذه المنطقة تُرهق بسرعة، مما يؤدي إلى تراجع الأداء.

2. انخفاض قدرة الفلترة الذهنية

مدمنو تعدد المهام يكونون أقل قدرة على تجاهل المشتتات، ما يجعلهم عُرضة للتشتت المستمر حتى في المهام البسيطة.

3. إرهاق الذاكرة العاملة

عندما تتنقل من مهمة إلى أخرى، فإن الذاكرة قصيرة الأمد تتعرض لضغط متزايد، مما يُقلل من دقة التخزين والمعالجة للمعلومات.

هل يؤدي تعدد المهام إلى تلف دماغي دائم؟

لا توجد أدلة قاطعة على أن تعدد المهام يُسبب تلفًا هيكليًا دائمًا في الدماغ لدى البالغين الأصحاء. لكن تشير الأبحاث إلى أن الاستمرار في هذه العادة يؤدي إلى تغييرات وظيفية طويلة الأمد، مثل:

  • ضعف الانتباه المستمر

  • تراجع القدرة على العمل المتعمق (Deep Work)

  • زيادة التشتت في المهام الدراسية أو المهنية

علامات تشير إلى أنك تعاني من "تعدد المهام المزمن"

  • الإرهاق الذهني حتى دون إنجاز فعلي

  • تقطع النوم أو التفكير المستمر قبل النوم

  • صعوبة في التركيز على مهمة واحدة لفترة طويلة

  • الشعور بالضغط رغم عدم وجود مهام معقدة

كيف تتجنب مخاطر تعدد المهام؟ خطوات بسيطة لتصفية ذهنك:

حدد وقتًا مخصصًا لكل مهمة
استخدم تقنية "بومودورو" (25 دقيقة تركيز، 5 دقائق راحة)

قلل الإشعارات
أوقف إشعارات التطبيقات أثناء العمل أو الدراسة

استخدم هاتفك كأداة لا كتشتيت
ضعه بعيدًا أو على وضع الطيران أثناء المهام المهمة

راجع يومك مساءً
راقب عدد مرات التبديل بين المهام، وقلّلها تدريجيًا

تعدد المهام ليس مهارة إنتاجية كما نعتقد، بل عادة عقلية مرهقة تؤثر على التركيز والانتباه والذاكرة.
ومع أن الضرر ليس دائمًا، إلا أن التكرار المستمر قد يُرسّخ عادات ذهنية سلبية، مثل صعوبة التركيز والتفكير المتعمق.
بإجراء تعديلات بسيطة على روتينك اليومي، يمكنك استعادة وضوح الذهن وتحسين جودة حياتك الذهنية.