الصمت والانفصال المؤقت.. مهارة ضرورية لإدارة التوتر واستعادة الطاقة النفسية

في خضم الضجيج اليومي والانفعالات المستمرة، يجد الإنسان أحيانًا أن الصمت ليس خيارًا، بل حاجة ملحة، فهناك لحظات نشعر فيها بأن الكلمات لن تعبّر عن ما بداخلنا، وأن الاستمرار في التفاعل مع الآخرين يستهلك ما تبقى من طاقتنا النفسية، في هذه الحالات، يصبح الانسحاب المؤقت بمثابة مساحة آمنة لإعادة ترتيب الأفكار واستعادة التوازن الداخلي.
الانسحاب المؤقت: مهارة لإدارة الذات
216.73.216.139
أكد الدكتور عبد العزيز آدم، أخصائي علم النفس، في حديثه لـ "اليوم السابع" أن الانسحاب المؤقت يعد من مهارات إدارة الذات عالية المستوى.
يقول الدكتور عبد العزيز: "عندما يدرك الإنسان أن ذهنه مثقل بالتراكمات وأن قلبه لم يعد يستوعب المزيد، يصبح الانعزال المؤقت بمثابة عملية إعادة تشغيل للنفس".
هذا الانسحاب لا يعني الهروب من المشاكل، بل هو فرصة لإعادة تنظيم الأفكار والتفكير بهدوء بعيدًا عن الضوضاء المحيطة.
الصمت: فوائد نفسية وجسدية مثبتة
أوضح الدكتور عبد العزيز أن الدراسات النفسية أثبتت أن الصمت المنتظم له تأثيرات إيجابية على الصحة العقلية والجسدية:
-
يقلل مستويات التوتر والإجهاد النفسي.
-
يساعد الدماغ على معالجة المعلومات المتراكمة.
-
يعزز التركيز والإبداع.
-
يمنح القدرة على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا.
-
يسهم في خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
ويشير الدكتور إلى أن دقائق من الصمت يوميًا كافية لتجديد الطاقة النفسية واستعادة النشاط العقلي والجسدي.
لا تبرر حاجتك للصمت
ينصح الخبراء بعدم الشعور بالذنب تجاه الرغبة في الانسحاب أو الصمت، يقول الدكتور عبد العزيز: "لا تخجل من حاجتك إلى الصمت، ولا تحاول تبرير انسحابك المؤقت. كما نمنح أجهزتنا الإلكترونية وقتًا للشحن، تحتاج أرواحنا إلى لحظات من الهدوء لتستعيد قوتها، الصمت أحيانًا لا يعني شيئًا، لكنه يعيد إلينا كل شيء".