الجمعة 10 أكتوبر 2025 07:20 صـ 18 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”راجعوا أنفسكم”.. اليافعي ينتقد القيادات الجنوبية: الجنوب لم يعد يحتمل المزايدات

الجمعة 10 أكتوبر 2025 01:06 صـ 18 ربيع آخر 1447 هـ
اليافعي
اليافعي

في تصريحات لافتة تناولت مواقف عدد من القيادات الجنوبية خلال مراحل حساسة من مسار القضية الجنوبية، كشف الصحفي ياسر اليافعي أن القيادي الجنوبي أحمد الشنفرة كان من أوائل المؤيدين لمشروع اليمن الاتحادي، مشيرًا إلى أن موقفه لم يكن وليد اللحظة بل يعكس رؤية سياسية واضحة منذ بدايات الحوار الوطني.

216.73.216.144

وأوضح اليافعي، في حديث صحفي موسّع، أن الشنفرة حين عُرض عليه منصب وزير النقل في إحدى الحكومات السابقة، رفض القبول به، وطرح شرطًا محددًا يتمثل في تعيينه وزيرًا للداخلية، وهو ما قوبل بالرفض من قبل القائمين على تشكيل الحكومة آنذاك. ولفت اليافعي إلى أن هذا الموقف لا يعكس طموحًا شخصيًا بقدر ما يعكس رغبة في التأثير على مفاصل أمنية وسياسية حساسة تخدم رؤيته للجنوب ضمن إطار الدولة الاتحادية.

وأضاف اليافعي أن الشنفرة عاد لاحقًا وعبّر عن موافقته على تولي وزارة النقل بعد أن أجرى اتصالات مع وزير الداخلية السابق أحمد الميسري، إلى جانب عدد من المقرّبين من الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، سعيًا لتسهيل تعيينه. لكنه أشار إلى أن تلك الموافقة جاءت "بعد فوات الأوان"، ما حال دون تنفيذ هذا الترتيب.

وفي سياق متصل، وجّه اليافعي نقدًا لاذعًا لما وصفه بـ"ظاهرة المزايدة السياسية" التي طغت على الخطاب الجنوبي في السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن "تخوين الآخرين واتهامهم بالخيانة لمجرد اختلاف المواقف أصبح سلوكًا مرفوضًا وغير مقبول". ودعا القيادات الجنوبية إلى "مراجعة صادقة لمواقفها"، مشددًا على أن "شعب الجنوب اليوم أكثر وعيًا ونضجًا سياسيًا، ولم تعد تنطلي عليه الشعارات الثورية الزائفة التي تُستخدم كغطاء لمصالح شخصية أو فئوية".

وأشار اليافعي إلى أن "الكثير من المناضلين الحقيقيين، الذين قدموا تضحيات جسام في مراحل مختلفة من النضال الجنوبي، تم تهميشهم وتحجيم دورهم"، موضحًا أن السبب الرئيسي لذلك يعود إلى أن هؤلاء لم يكونوا جزءًا من "منظومات الفساد أو شبكات النفوذ"، بل اختاروا — بعد أن شعروا بانحراف المسار — العودة إلى حياتهم الطبيعية، بعد أن "تحوّلت الشعارات الثورية إلى واجهة للنهب والاستحواذ والفوضى".

واختتم اليافعي تصريحاته بدعوة ملحة إلى "مراجعة وطنية شاملة"، مؤكدًا أن المرحلة الراهنة تتطلب "صدقًا في المواقف ونُبلًا في النوايا"، لأن الجنوب — على حد تعبيره — "لم يعد يحتمل المزايدات ولا الخطابات المكررة التي لا تقدم ولا تؤخر"، بل يحتاج إلى "مشروع وطني نزيه، يعيد بناء الثقة بين القيادة والشعب، ويضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار".

تصريحات اليافعي تأتي في وقت يشهد فيه المشهد الجنوبي تباينات واضحة في الرؤى والمواقف، ما يُبرز الحاجة الملحة إلى حوار جنوبي-جنوبي جاد، يتجاوز الخلافات الشخصية ويضع أسسًا واضحة لمشروع وطني جامع يُرضي تطلعات شعب الجنوب ويعزز وحدته الداخلية.