السبت 11 أكتوبر 2025 11:24 صـ 19 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

رهاب النخاريب (Trypophobia).. عندما تتحول الثقوب الصغيرة إلى مصدر قلق حقيقي

السبت 11 أكتوبر 2025 12:15 مـ 19 ربيع آخر 1447 هـ
رهاب النخاريب (Trypophobia).. عندما تتحول الثقوب الصغيرة إلى مصدر قلق حقيقي
رهاب النخاريب (Trypophobia).. عندما تتحول الثقوب الصغيرة إلى مصدر قلق حقيقي

هل شعرت يومًا بعدم الارتياح، أو حتى بالاشمئزاز، عند النظر إلى خلية نحل، قطعة إسفنج، أو بذور الفراولة، إن كان الجواب نعم فقد تكون أحد الأشخاص الذين يعانون مما يُعرف بـ رهاب النخاريب (Trypophobia) ، حالة نفسية غامضة تثير فضول الباحثين وتُحدث استجابات جسدية وعاطفية حادة تجاه أنماط معينة من الثقوب أو البروزات الصغيرة المتقاربة.

ما هو رهاب النخاريب؟

216.73.216.162

يُعرّف رهاب النخاريب بأنه استجابة نفسية قوية من الخوف أو الاشمئزاز عند رؤية أنماط متكررة من الثقوب أو النتوءات، ورغم أن المحفّزات قد تكون مألوفة وغير مؤذية — كالإسفنج أو الرمان أو حتى صور رقمية — إلا أنها تثير لدى المصاب مشاعر قلق واختناق وقشعريرة يصعب تفسيرها منطقيًا.

بعض الأشخاص يصفون شعورهم بأنه مزيج من الغثيان، الحكة، تسارع ضربات القلب، أو حتى نوبات هلع مؤقتة.

ما سبب هذا النوع من الرهاب؟

رغم أن السبب الدقيق غير محسوم، فإن هناك نظريتين رئيسيتين لتفسيره:

  • التفسير التطوري: يرى أن الدماغ يربط هذه الأنماط بصريًا بأشياء خطيرة في الطبيعة، مثل جلود الحيوانات السامة أو الجروح الجلدية، فيُظهر استجابة تجنبية فطرية.

  • خلل في المعالجة البصرية: بعض الباحثين يعتقدون أن المشكلة تكمن في طريقة تعامل الدماغ مع الصور المعقدة بصريًا، حيث يحصل تداخل بين مراكز الرؤية والانفعال، ما يؤدي إلى رد فعل مبالغ فيه.

محفّزات رهاب النخاريب الشائعة

من أبرز المحفزات التي قد تثير هذه الحالة:

  • خلايا النحل وأقراص العسل

  • فقاعات الصابون المتجمعة

  • الإسفنج أو الجبن المثقوب

  • بذور بعض الفواكه (كالرمان والفراولة)

  • الصور المكبرة لمسام الجلد أو بصيلات الشعر

  • الصور المصممة رقميًا بأنماط دائرية متكررة

وتختلف درجة التحسس من شخص لآخر؛ فالبعض يتفاعل فقط مع صور واقعية، بينما يشعر آخرون بالانزعاج حتى من الرسومات الرقمية.

كيف يتم تشخيص رهاب النخاريب؟

لا توجد اختبارات طبية رسمية لتشخيص الحالة، وغالبًا ما يعرف الشخص إصابته ذاتيًا من خلال ملاحظة الانزعاج المتكرر والمبالغ فيه عند رؤية هذه الأنماط.

التمييز بين النفور البصري الطبيعي والرهاب الحقيقي يتم عبر تقييم شدة الأعراض وتأثيرها على الحياة اليومية.

أبرز طرق علاج رهاب النخاريب

رغم عدم وجود علاج مخصص لهذه الفوبيا، إلا أن أساليب العلاج السلوكي والنفسي المستخدمة في أنواع الرهاب الأخرى أثبتت فعاليتها:

1. العلاج بالتعرض التدريجي

يُعرض المريض تدريجيًا لمحفزات خفيفة التأثير، ومع الوقت ينتقل إلى محفزات أكثر قوة، مما يقلل الاستجابة الانفعالية بمرور الوقت.

2. العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يساعد المريض على تغيير طريقة تفكيره واستجابته للمحفز، وإعادة تدريب الدماغ على الفصل بين الصورة والخطر.

3. تقنيات التنفس والاسترخاء

مثل تنفس المربع (4 ثوانٍ شهيق - 4 احتباس - 4 زفير - 4 راحة)، وهي تهدئ الجهاز العصبي وتقلل من القلق عند رؤية المحفز.

4. تقنية النقر (EFT)

أسلوب يجمع بين الوعي الذهني والتحفيز الجسدي بالنقر على نقاط طاقية في الجسم مع ترديد عبارات تهدئة. وقد وجده البعض فعالًا في تخفيف القلق.

5. الأدوية المساندة

في الحالات الشديدة، قد تُوصف مضادات القلق أو حاصرات بيتا، لكنها ليست علاجًا دائمًا وتُستخدم لفترات محددة فقط.

هل يمكن الوقاية من رهاب النخاريب؟

رغم أن الوقاية غير مضمونة، إلا أن خفض التوتر العام في الحياة اليومية يقلل من فرص تفاقم الحالة:

  • مارس التأمل أو تمارين اليوجا

  • قلّل استهلاك الكافيين

  • احصل على نوم كافٍ ومنتظم

  • واجه مخاوفك تدريجيًا ولا تتجاهلها

المضاعفات المحتملة في حال الإهمال

إهمال التعامل مع رهاب النخاريب قد يؤدي إلى:

  • عزلة اجتماعية

  • تجنّب مواقف يومية بسيطة

  • تفاقم اضطرابات القلق

  • توتر في العلاقات الشخصية

لذلك، التدخل المبكر وطلب المساعدة المتخصصة يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في جودة الحياة.