”الريال يتعافى.. لكن جيوبنا لا تزال فارغة!” مواطنون في عدن يشتكون

رغم التحسن الملحوظ في سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، واستقرار السوق نسبيًا خلال الأسابيع الماضية، يشكو مواطنون في العاصمة المؤقتة عدن وعدد من المدن المحررة من عدم انعكاس هذا التحسن على واقع الأسعار في الأسواق، سواءً في المواد الغذائية أو الخدمات الأساسية، مما يثير تساؤلات حول التزام التجار بتوجيهات الجهات الرقابية.
216.73.216.162
وأكد مواطنون أن الأسعار في المحال التجارية والمطاعم والصيدليات لا تزال عند مستوياتها المرتفعة، رغم أن سعر الصرف سجّل انخفاضًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، ما كان يُفترض أن ينعكس إيجابًا على تكلفة السلع والخدمات.
وقال أحد المواطنين، طالبًا عدم ذكر اسمه: «المحال تتعامل مع الناس وكأن الأسعار انخفضت على الورق فقط، وليس في الواقع».
وأشار إلى أن مكتب الصناعة والتجارة في المحافظة وجّه مؤخرًا جميع المحال التجارية إلى إعداد قوائم تفصيلية بالأسعار السابقة والحالية، بهدف مراقبة مدى التزام التجار بتعديل الأسعار وفقًا لتغير سعر الصرف. لكنه اعتبر أن ما تم تطبيقه حتى الآن لا يتجاوز كونه «تمثيلية» أو «ضحك على الناس»، حسب تعبيره.
وأوضح المواطن مثالًا صارخًا على هذا التلاعب، قائلًا: «في مطعم أتعامل معه منذ خمس سنوات، وضع قائمة جديدة تقول إن سعر حبة الدجاج المشوي انخفض من 10 آلاف ريال إلى 8 آلاف، بينما في الحقيقة، السعر لم يتغير أبدًا، وكان دائمًا 8 آلاف ريال». واعتبر أن مثل هذه الممارسات تُفقِد المواطنين الثقة في أي إجراءات رقابية تُعلن عنها الجهات المعنية.
ولم تقتصر الشكاوى على قطاع المطاعم والمحال التجارية، بل طالت أيضًا قطاع الأدوية، حيث أشار المواطن إلى أن تخفيضات الأسعار في الصيدليات كانت «رمزية جدًا»، موضحًا أن «دواء السكر، الذي كان يُباع بـ9000 ريال، أصبح الآن بـ8000 فقط، رغم أن سعر الصرف انخفض بنسبة تفوق 20%». وتساءل: «هل هذا التخفيض يُعد منصفًا للمواطن الذي يعاني من غلاء المعيشة؟».
كما لفت إلى أن أسعار الأسماك، التي تُعد من السلع الأساسية في عدن، لا تزال عند مستويات مرتفعة، إذ يُباع كيلوغرام من سمك "الثمد" بين 10 و12 ألف ريال، دون أي تغيير يُذكر رغم انخفاض تكاليف الاستيراد والنقل.
وفي قطاع المواد الغذائية، وصف المواطن العروض الترويجية التي تطلقها السوبرماركت بأنها «وهمية»، مؤكدًا أن بعضها لا يعكس أي وفر حقيقي للمستهلك. وقال ساخرًا: «اشتريت طبق بيض بعرض خاص بسعر 5800 ريال، ولما وصلت الحافة شفت واحد يشتري نفس الطبق من بقالة صغيرة بـ5500 ريال!»، مشيرًا إلى أن بعض المحال تستغل حُسن نية المواطنين وتُروّج لتخفيضات غير حقيقية.
واختتم حديثه بجملة موجزة تلخّص حالة الإحباط السائدة بين المواطنين: «المهم، هبط الصرف.. لكن الأسعار ما هبطت».
ويأتي هذا في ظل دعوات متكررة من قبل منظمات مجتمع مدني وناشطين اقتصاديين إلى تشديد الرقابة على الأسواق، وفرض عقوبات رادعة على التجار الذين يستغلون تقلبات سعر الصرف لتحقيق أرباح غير مشروعة، في وقت يعاني فيه المواطن من تآكل قدرته الشرائية وارتفاع تكاليف المعيشة بشكل مستمر.