الأحد 12 أكتوبر 2025 06:17 مـ 20 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”عرضٌ عسكريّ مهيب في حضرموت... هل بدأت مرحلة جديدة ؟”

الأحد 12 أكتوبر 2025 07:04 مـ 20 ربيع آخر 1447 هـ
قوات حماية حضرموت
قوات حماية حضرموت

احتفلت قوات حماية حضرموت، صباح اليوم الإحد، بتخريج دفعة الاستجداد الثانية من منتسبيها، في حفلٍ جماهيريّ وعسكريّ مهيب أُقيم بحضور رسمي وشعبي واسع، وجسّد مستوى الانضباط العالي والجاهزية القتالية التي يتمتع بها الخريجون، ورسّخ مكانة هذه القوات كركيزة أمنية فاعلة في تعزيز منظومة الاستقرار بمحافظة حضرموت.

216.73.216.162

وشهد الحفل عرضًا عسكريًّا متقنًا قدّمه أبطال قوات حماية حضرموت، عكست فيه المهارات القتالية المتقدمة، والانضباط الراقي، والروح القيادية التي غُرست في المنتسبين خلال فترة تدريبهم المكثفة، ما لاقى إشادة واسعة من الحاضرين.

وفي كلمته أمام الحشد، ألقى القائد الأعلى لقوات حماية حضرموت، رئيس حلف قبائل حضرموت ورئيس مؤتمر حضرموت الجامع الشيخ عمرو بن حبريش العليي، كلمةً رحّب فيها بالخريجين، ووجّه لهم التهنئة بمناسبة إتمامهم بنجاح مرحلة تأهيلية مكثفة اكتسبوا خلالها المعارف النظرية والمهارات الميدانية التي تؤهلهم لأداء مهامهم الوطنية بكفاءة.
وأكد الشيخ بن حبريش أن قوات حماية حضرموت تزداد يومًا بعد يوم ثباتًا على الأرض، مشيرًا إلى أنها تسير بخطى واثقة نحو بناء مؤسسة عسكرية حضرمية متينة، قادرة على حماية القرار المحلي وصون كرامة الإنسان الحضرمي.

كما شدّد على أن حضرموت ماضية بعزمٍ لا يلين نحو تحقيق مشروعها المستقبلي، والتخلص من آثار المراحل السابقة وما خلّفته من ظُلمٍ وتهميش، مؤكدًا أن زوال هذه المظالم ونفوذ الأطراف الخارجية لن يتم إلا بوحدة الصف، وتماسك الإرادة الحضرمية الحرة، وتقوية المؤسسات العسكرية والأمنية المحلية.
ودعا الشيخ بن حبريش المنتسبين الجدد إلى التحلي بالانضباط، واليقظة، والأخلاق التي تميّز بها أبناء حضرموت عبر التاريخ، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يُحدث فرقة أو انقسامًا في الصف الحضرمي.

من جانبه، ألقى وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الساحل والهضبة، الدكتور سعيد عثمان العمودي، كلمةً أثنى فيها على مستوى الإعداد والتأهيل الذي تلقّاه الخريجون، واصفًا إياهم بـ"النواة الصلبة" لقوات حماية حضرموت.
وأكد الدكتور العمودي أن هذه القوات لم تُنشأ إلا استجابةً لضرورة وطنية ملحّة، تتمثل في الدفاع عن الحق، وحماية الكرامة، وتحقيق العدالة والمساواة.
وشدّد على أن الأمن يُعدّ الركيزة الأولى لأي مشروع تنموي ناجح، وأن تكامل الجهود بين المؤسسات الرسمية والمجتمع المحلي هو السبيل الأمثل لترسيخ الاستقرار، وجعل حضرموت شريكة فاعلة في المعادلة الوطنية.

بدوره، ألقى قائد قوات حماية حضرموت، اللواء مبارك أحمد العوبثاني، كلمةً عبّر فيها عن فخره واعتزازه بهذا اليوم الذي وصفه بـ"المحطة التاريخية" في مسيرة القوات.
وأوضح أن تخريج هذه الدفعة يُجسّد ثمرة جهدٍ صادق، وإخلاصٍ نادر، وإرادةٍ حضرمية خالصة، مؤكدًا أن هذا الحدث يُعدّ بداية مرحلة جديدة عنوانها السيادة، والكرامة، والعزة.
وأشار اللواء العوبثاني إلى أن قوات حماية حضرموت لم تُنشأ عبثًا، بل جاءت استجابةً لحاجة ملحة لوجود قوة نظامية متخصصة من أبناء حضرموت، تتولى حماية الإنسان، والأرض، والثروات، وتحفظ الأمن، وتمنع كل أشكال الفوضى والعبث.
وأضاف أن حضرموت عانت طويلاً من مشاريع التبعية التي لم تجنِ منها سوى التهميش والظلم والنهب، لكنها اليوم – على حد تعبيره – "قد شبّت عن الطوق"، ولن تُحجب شمسها عن تحقيق تطلعات أبنائها وقرارهم المستقل.

وحضر الاحتفال عددٌ من الشخصيات البارزة، من بينهم مدير شرطة السير بالجمهورية اللواء عمر أحمد بامشموس، وأركان قوات حماية حضرموت العميد الركن سالم عمر بن حسينون، إلى جانب قيادات عسكرية وأمنية، وشيوخ قبائل، وشخصيات اجتماعية وسياسية بارزة.

وتخلّل الحفل فقرات فنية وخطابية معبّرة، أبرزها كلمةٌ ألقاها الشبل القعقاع عمر السومحي نيابة عن أشبال حضرموت، عبّر فيها عن ولاء الجيل الناشئ لأرضه وقضيته. كما قدّم الشاعر أحمد سليمان الفضلي قصيدةً وطنيةً أشعلت الحماس، وعبّرت عن مشاعر الفخر والانتماء لحضرموت.

وفي ختام الحفل، تم تكريم المتميزين من الخريجين، إلى جانب الضباط والمدربين الذين أسهموا في إنجاح دورة الاستجداد الثانية، تقديراً لجهودهم وتفانيهم في بناء جيلٍ عسكريٍّ واعٍ ومخلصٍ لقضيته ووطنه.

موضوعات متعلقة