الأحد 12 أكتوبر 2025 06:35 مـ 20 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

البيض: حضرموت أقرب ثقافيًا واجتماعيًا إلى الخليج منها إلى صنعاء.. وتصريحاته تثير جدلًا واسعًا

الأحد 12 أكتوبر 2025 07:19 مـ 20 ربيع آخر 1447 هـ
البيض
البيض

أكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، عمرو البيض، أن محافظة حضرموت تتميّز بخصوصية جغرافية وتاريخية تجعلها أقرب ارتباطًا بالدول الخليجية—ولا سيما المملكة العربية السعودية—منها إلى باقي مناطق اليمن، مشيرًا إلى أن هذا القُرب لا يقتصر على البُعد الجغرافي فحسب، بل يمتد ليشمل الروابط الثقافية والاجتماعية العميقة التي تشكلت عبر قرون من التفاعل والتبادل.

216.73.216.162

وقال البيض في تصريحات صحفية إن "الجغرافيا قادرة على بناء ما تهدمه السياسة"، مُبرزًا أن موقع حضرموت الاستراتيجي الممتد على ساحل بحر العرب، وامتدادها الصحراوي المتصل مباشرةً بجنوب المملكة، جعل منها جسرًا طبيعيًا للتواصل مع الخليج، لا مجرد محافظة يمنية في أطراف الجغرافيا الوطنية. وأضاف أن هذا الموقع جعل من حضرموت بوابة تجارية وثقافية بين اليمن والخليج، وهو ما انعكس على نمط الحياة، والعادات، وحتى البنية الاجتماعية لأبنائها.

وأشار البيض إلى أن حضرموت تمتلك "هوية خاصة وموروثًا متفردًا" يتجلى في لغتها الدارجة، وتراثها العمراني، وشبكاتها التجارية والتعليمية التي تمتد عبر دول الخليج وجنوب شرق آسيا، مُشدّدًا على أن هذه الخصوصية لا تُضعف انتماءها الوطني، بل تمنحها إمكانات فريدة لقيادة دور إقليمي فاعل إذا ما أُتيح لها الفرصة لإدارة شؤونها المحلية بعيدًا عن الصراعات السياسية التي وصفها بـ"المُنهكة للبلاد".

غير أن هذه التصريحات أثارت جدلًا واسعًا على المستويين الشعبي والإعلامي، إذ اعتبرها البعض محاولة لتعميق الفرقة بين مكونات النسيج اليمني، بينما رآها آخرون تعبيرًا صادقًا عن واقع تاريخي وجغرافي لا يمكن تجاهله. وتصدرت تعليقات المواطنين ومناقشات المثقفين والسياسيين مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد يرى في كلام البيض دعوة للاعتراف بالتنوع اليمني، ومعارض يخشى أن تُستخدم مثل هذه الخطابات لتفكيك الدولة أو تبرير انفصالات مستقبلية.

وخلص البيض إلى أن مستقبل حضرموت لا يمكن فصله عن محيطه الخليجي الطبيعي، داعيًا إلى إعادة النظر في نموذج الحكم المركزي الذي فرض على المحافظة لعقود، وداعيًا إلى منحها مساحة أوسع من الاستقلالية تتناسب مع طبيعتها التاريخية ودورها المحوري في استقرار المنطقة الجنوبية والشرقية من شبه الجزيرة العربية.