• الرئيسية
• المشهد الاقتصادي

شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 حالة من الاستقرار بعد تراجع محدود بالأمس بلغ نحو 15 جنيهاً للجرام، في وقت يواصل فيه المعدن النفيس الحفاظ على مكانته كأحد أهم الملاذات الآمنة للمستثمرين حول العالم، ويأتي هذا الهدوء النسبي في الأسعار المحلية وسط موجة من الترقب تسود الأسواق العالمية مع اقتراب موعد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي قد يحمل قرارات مؤثرة على حركة الذهب والدولار خلال الفترة المقبلة.

أسعار الذهب في مصر اليوم

استقرت أسعار الذهب في السوق المحلية خلال تعاملات اليوم، بعد موجة من التذبذب التي شهدها المعدن الأصفر خلال الأيام الماضية، متأثراً بالتحركات العالمية لسعر الأونصة وجاءت الأسعار في محلات الصاغة على النحو التالي:

• عيار 24: سجل نحو 6327 جنيهاً للجرام، وهو العيار الأعلى نقاءً والأغلى سعراً في السوق المحلية.

• عيار 21: بلغ حوالي 5535 جنيهاً للجرام، ويُعد الأكثر تداولاً في مصر لكونه الأنسب من حيث السعر والجودة.

• عيار 18: وصل إلى نحو 4742 جنيهاً للجرام، وهو خيار مفضل لدى بعض الفئات نظراً لانخفاض سعره مقارنة بالعيارات الأعلى.

• الجنيه الذهب: استقر عند 44280 جنيهاً تقريباً، متأثراً بتحركات سعر عيار 21 في السوق المحلي.

أسعار الذهب عالمياً

على المستوى العالمي، يواصل الذهب أداءه القوي متداولاً حالياً قرب مستوى 4139 دولاراً للأونصة بعد أن لامس بالأمس حاجز 4179 دولاراً، وهو أعلى مستوى يسجله في تاريخه، ويأتي هذا الأداء الاستثنائي في ظل تزايد التوقعات بشأن اتجاه الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة قريباً، ما يؤدي إلى تراجع العائد على الدولار ويجعل الذهب خياراً أكثر جاذبية للمستثمرين، كما تلعب التوترات التجارية المتجددة بين واشنطن وبكين دوراً محورياً في زيادة الإقبال على المعدن الأصفر، باعتباره أداة تحوط ضد التقلبات الاقتصادية وضعف العملات.

العوامل المؤثرة على ارتفاع الذهب

يرى خبراء الاقتصاد أن موجة الصعود القوية التي شهدها الذهب منذ بداية العام تعود إلى مجموعة من العوامل المتداخلة التي عززت الطلب العالمي عليه ومن أبرز هذه العوامل:

• زيادة مشتريات البنوك المركزية حول العالم لتعزيز احتياطاتها من الذهب وتقليل الاعتماد على الدولار.

• ارتفاع معدلات التضخم في العديد من الاقتصادات الكبرى، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن أدوات تحفظ قيمة أموالهم.

• تصاعد المخاطر الجيوسياسية في مناطق عدة، وهو ما رفع من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

• توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، وهو ما يقلل من جاذبية الأصول المقومة بالدولار.

• ضعف أداء بعض أسواق الأسهم العالمية مما دفع المستثمرين نحو الأصول الثابتة مثل الذهب.

ترقب لاجتماع الفيدرالي الأمريكي

تتجه أنظار الأسواق العالمية نحو اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المرتقب في نهاية هذا الشهر، وسط توقعات قوية بإعلان خفض جديد في أسعار الفائدة، وهذا القرار المحتمل سيكون له تأثير مباشر على حركة الذهب، إذ إن انخفاض الفائدة عادة ما يدفع الأسعار إلى الارتفاع نتيجة انخفاض تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار فيه، وتشير تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين إلى أن سوق العمل في الولايات المتحدة يشهد ضغوطاً متزايدة، ما يعزز مبررات اتخاذ قرارات تحفيزية إضافية لدعم الاقتصاد.

في ضوء المشهد الاقتصادي الراهن، يبدو أن الذهب سيحافظ على بريقه خلال الفترة المقبلة، سواء في السوق المصرية أو العالمية ومع استمرار حالة الترقب لقرارات الفيدرالي الأمريكي، تبقى أسعار الذهب رهينة التوازن بين السياسة النقدية العالمية وحركة الأسواق، لكنها تظل مستقرة حالياً في مصر مع توقعات بمزيد من الزخم في المرحلة المقبلة.