• الرئيسية
• المشهد اليمني

في خطوة وصفت بـ"التاريخية" و"الاستثنائية"، افتتحت جمهورية الهند اليوم مكتب التنسيق والتواصل القنصلي في العاصمة المؤقتة عدن، بحضور رسمي رفيع المستوى شمل وزير الصحة اليمني، ما يعكس عمق التزام البلدين بتعزيز الروابط الدبلوماسية وتسهيل حياة المواطنين.

ويُعد هذا المكتب الأول من نوعه في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين الهند واليمن، ويأتي في إطار استراتيجية نيودلهي لتوسيع حضورها القنصلي في مناطق ذات أولوية إنسانية واستراتيجية، لا سيما في ظل الطلب المتزايد من المواطنين اليمنيين على الخدمات القنصلية، خصوصًا في المجالات العلاجية والتعليمية.

خدمات مُبسَّطة — حياة ميسَّرة

ويستهدف المكتب الجديد، الذي سيُدار بالتعاون مع السفارة الهندية في الرياض، تسهيل مجموعة واسعة من الخدمات القنصلية، أبرزها:

• إصدار التأشيرات العلاجية للمواطنين اليمنيين الراغبين في تلقي العلاج في المستشفيات الهندية المتقدمة.
• تسريع إجراءات التأشيرات الدراسية للطلاب اليمنيين المقبولين في الجامعات والمعاهد الهندية.
• تقديم الدعم اللوجستي والقانوني للمواطنين الهنود المقيمين في جنوب اليمن.
• تعزيز التواصل المباشر بين الجاليات والبعثة الدبلوماسية دون الحاجة للسفر إلى عواصم بعيدة.

وقال مصدر دبلوماسي هندي رفيع خلال حفل الافتتاح:

"هذا المكتب ليس مجرد مرفق إداري، بل جسر إنساني يربط شعبي البلدين، ويعكس التزام الهند بدعم الشعب اليمني في قطاعَي الصحة والتعليم — وهما ركيزتان أساسيتان لأي تنمية مستدامة."

دلالة سياسية وإنسانية

ويكتسب افتتاح المكتب دلالة سياسية كبيرة، إذ يُنظر إليه كـإشارة دعم صريح من الهند للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، في وقت تسعى فيه نيودلهي إلى لعب دور متوازن في المنطقة، مع الحفاظ على علاقات استراتيجية مع جميع الأطراف.

كما أن حضور وزير الصحة اليمني شخصيًا يعكس الأهمية التي توليها الحكومة اليمنية لهذا التعاون، خاصة في ظل الأزمة الصحية الممتدة التي يعيشها البلد منذ سنوات، والتي جعلت من العلاج في الخارج خيارًا حيويًا لآلاف المرضى.