حساسية الشتاء.. كيف تحمي نفسك من المهيجات المخفية داخل المنزل
مع حلول فصل الشتاء، يركز الكثيرون على الوقاية من الإنفلونزا ونزلات البرد، لكن هناك عدو آخر أقل وضوحًا يثير الانزعاج: حساسية الشتاء، وعلى الرغم من أن الهواء البارد قد يبدو السبب الرئيسي، إلا أن معظم المشكلات تنبع من البيئة الداخلية وتغيّرات نمط الحياة خلال الأشهر الباردة.
فإن انخفاض درجات الحرارة يجعل الناس يقضون وقتًا أطول داخل المنازل، حيث تتزايد المهيجات الداخلية مثل الغبار، العفن، ووبر الحيوانات الأليفة، ما يزيد من حدة الأعراض ويجعلها أكثر وضوحًا في هذا الفصل.
المهيجات الخفية داخل المنزل
على عكس فصلي الربيع والصيف، تقل حبوب اللقاح في الشتاء، لكن المسببات الداخلية تصبح أكثر نشاطًا في الأماكن المغلقة والدافئة. ومن أبرز هذه المهيجات:
-
عث الغبار: يعيش في المفروشات والسجاد ويعد من أكثر مسببات الحساسية شيوعًا.
-
العفن الداخلي: ينمو في الأماكن الرطبة مثل الحمامات ويطلق مواد مسببة للحساسية.
-
وبر الحيوانات الأليفة: يحتوي على خلايا الجلد الميتة التي تثير حساسية بعض الأشخاص.
-
بقايا الحشرات الدقيقة: مثل فضلات الصراصير أو حشرات صغيرة أخرى.
هذه العوامل تؤدي إلى احتقان الأنف، العطاس المتكرر، حكة العينين والحلق، وتستمر طالما بقيت المهيجات في البيئة المحيطة.
الفرق بين الحساسية ونزلات البرد
كثيرون يخلطون بين الحساسية ونزلات البرد، خاصة في الشتاء. لكن هناك فروق رئيسية:
-
الحساسية لا تسبب الحمى أو آلام الجسم، وتظهر بشكل عطاس متكرر، أنف مسدود، وحكة في الحلق والعينين.
-
نزلات البرد هي عدوى فيروسية مؤقتة تستمر أيامًا معدودة، بينما تبقى الحساسية طالما كانت مسبباتها موجودة.
خطوات عملية لتقليل الأعراض في المنزل
يمكن السيطرة على حساسية الشتاء عبر التحكم في البيئة الداخلية:
-
الحفاظ على رطوبة معتدلة: استخدام جهاز ترطيب لتجنب جفاف الهواء، مع عدم تجاوز 50% من الرطوبة.
-
تنظيف دوري للغرف: إزالة الغبار أسبوعيًا باستخدام مكنسة مزودة بفلتر HEPA يقلل من الجزيئات المسببة للحساسية.
-
غسل أغطية السرير بالماء الساخن: لقتل عث الغبار ومنع تراكمه.
-
التهوية الجيدة: فتح النوافذ لفترات قصيرة يوميًا لتجديد الهواء وتقليل تركّز المهيجات.
-
الحد من الحيوانات في غرف النوم: خصوصًا للأشخاص ذوي الحساسية المعروفة تجاه الوبر.
أثر التدفئة على الأنف والجلد
تزيد أجهزة التدفئة والدفايات من جفاف الجو، ما يؤدي إلى تشقق الجلد وتهيّج الأغشية المخاطية. لذلك يُنصح:
-
استخدام بخاخات ملحية لترطيب الأنف.
-
شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على توازن الرطوبة الداخلية للجسم.
الأدوية والعلاج الطبي
إذا استمرت الأعراض، قد يقترح الطبيب:
-
أدوية مضادة للهيستامين.
-
بخاخات أنفية تحتوي على كورتيزون بجرعات منخفضة.
بعض الحالات المزمنة قد تستفيد من العلاج المناعي الطويل الأمد، الذي يهدف إلى تدريب الجهاز المناعي على تحمل المواد المسببة للحساسية تدريجيًا.
الوقاية في الأماكن العامة
حتى مع السيطرة على البيئة المنزلية، قد تواجه الحساسية في أماكن العمل أو المواصلات، حيث يمكن أن تحمل الملابس الغبار أو وبر الحيوانات. نصائح للوقاية:
-
حمل مناديل ورقية أو بخاخ أنفي خفيف لتقليل التهيج المفاجئ.
-
تجنب الجلوس لفترات طويلة في الأماكن المغلقة دون تهوية.

حساسية الشتاء ليست مجرد شعور بسيط بالانزعاج، بل حالة مزمنة يمكن أن تؤثر على النوم، التركيز، وجودة الحياة اليومية، ومع اتباع إجراءات وقائية بسيطة داخل المنزل وخارجه، مثل تنظيف الغرف بانتظام، تهوية البيت، ترطيب الأنف والجسم، واستخدام الأدوية عند الحاجة، يمكن تقليل الأعراض بشكل ملحوظ، الوقاية تبدأ من المنزل، ومع الالتزام بالعادات الصحية، يمكن الاستمتاع بالشتاء دون معاناة.






