الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 10:09 مـ 7 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

صنعاء تشهد حملة اعتقالات داخلية واسعة: الحوثيون يعتقلون أمين سرّهم السياسي و6 موظفين دوليين في 48 ساعة

الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 11:00 مـ 7 جمادى أول 1447 هـ
عناصر عسكرية حوثية
عناصر عسكرية حوثية

في تطورٍ يُنذر بتصاعد التوترات الداخلية داخل جماعة الحوثي، أفادت مصادر مطلعة الثلاثاء باعتقال ياسر الحوري، أمين سر المجلس السياسي للجماعة، على خلفية شبهات بالتخابر مع "جهات خارجية"، في إطار حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت عدداً من قيادات الصف الأول داخل التنظيم.

وبحسب المصادر، فإن الحملة، التي بدأت قبل يومين، لم تقتصر على القيادات الحوثية فحسب، بل شملت أيضاً موظّفين محليين تابعين للأمم المتحدة، تم خطفهم من مكاتب المنظمة الدولية في العاصمة صنعاء، وذلك على خلفية اتصالاتهم المزعومة بـجمال عامر، وزير خارجية الجماعة السابق، الذي يُعتقد أنه يعيش حالياً خارج اليمن.

الأمم المتحدة: 6 موظفين اعتُقلوا خلال 48 ساعة.. و59 آخرون محتجزون منذ سنوات

في ردّ فوري، أكد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن موظفاً سادساً من طواقم المنظمة الدولية تم اعتقاله الإثنين، ما يرفع عدد الموظفين المحتجزين لدى الحوثيين خلال الأيام القليلة الماضية إلى 6 أشخاص.
وأضاف دوجاريك في تصريحات صحفية أن 59 موظفاً على الأقل من الأمم المتحدة ما زالوا محتجزين لدى الجماعة، بعضهم منذ عدة سنوات، دون محاكمات أو تهم رسمية.

وأشار إلى أن هذه الاعتقالات المتكررة، إلى جانب القيود المتزايدة على حركة الطواقم الإنسانية، جعلت من "الصعب بشكل متزايد" على الوكالات الدولية تقديم المساعدات الضرورية للملايين من اليمنيين الذين يعيشون تحت وطأة أزمة إنسانية مستمرة منذ أكثر من عقد.

اقتحام مكاتب الأمم المتحدة: تصعيد غير مسبوق

ويأتي هذا التصعيد بعد اقتحام مسلحين حوثيين، قبل يومين، مكاتب الأمم المتحدة في صنعاء، حيث داهموا المقرات واعتقلوا عدداً من الموظفين المحليين، في خطوة وصفها مراقبون بأنها "غير مسبوقة" من حيث الجرأة والتوقيت، خاصةً في ظل الجهود الدولية المكثفة لإعادة إطلاق مفاوضات السلام في اليمن.

خلفيات سياسية وانشقاقات محتملة؟

ويرى محللون أن حملة الاعتقالات الحالية قد تكون مرتبطة بانشقاقات داخلية أو صراعات على النفوذ داخل هرم القيادة الحوثية، لا سيما في ظل غياب واضح لشخصيات بارزة مثل جمال عامر، الذي كان يُنظر إليه كوجه دبلوماسي للجماعة في المحافل الدولية.
وتشير تقارير غير مؤكدة إلى أن عامر قد يكون على خلاف مع القيادة الحالية، ما دفع الجماعة إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة ضد أي شخص يُشتبه في تواصله معه.

سيطرة مستمرة منذ 2014.. وأزمة إنسانية متفاقمة

يُذكر أن جماعة الحوثي تسيطر على المناطق الأكثر كثافة سكانية في اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، منذ استيلائها على السلطة أواخر عام 2014 وأوائل 2015، ما أدى إلى تدخل عسكري بقيادة السعودية في مارس 2015.
ورغم التهدئة الهشة التي سادت الجبهات منذ أواخر 2022، فإن الأوضاع الإنسانية والسياسية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة تزداد تعقيداً، لا سيما مع تزايد التضييق على المنظمات الدولية والقيود المفروضة على حرية الحركة والتعبير.