الجمعة 23 مايو 2025 06:57 صـ 26 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

رائحة المرأة الطبيعية والرجل المتمرس في كيمياء النساء

محمد دبوان المياحي
محمد دبوان المياحي

أفكر فيك، في رائحتك الأصلية، رائحة جسدك الطبيعي، دونما بخور ولا عِطر، أفكر أن أستنشقك بأصابعي، أتحسس جلدك فتسري رائحتك في مجرى الدم. تنبجس عيون ماء في الأصابع ويعلن المرء النبوة في حضرتك.
لا تحتاج الأنثى دائمًا لرائحة من خارجها، إلا بقدر حاجة الزهر للعطر.
كأي مخلوق في هذا العالم أحب الروائح، وما من رجل إلا ويهوى النساء المتمرسات في انتقاء الروائح المميزة؛ غير أني أتخيل أحيانًا أن الإكثار مما هو صناعي، يفسد رائحة الطبيعة، يفسد قدرة الإنسان على تذوق ما هو طبيعي، لا يمكن أن يكون العطر أزكى من رائحة آباطك في حالتها الطبيعية.
خذي هذه الفكرة عني: مهما بلغت عبقرية العالم الصناعي، حتى لو أوشكوا على صنع امرأة مثلك، وليس التفنن في صناعة العطور فحسب؛ سأظل أؤمن بتميز الإنسان الطبيعي في كل شيء، شكله، نظراته، صوته، وبالطبع رائحته.
وقبل كل شيء وبعده أؤمن بتميزك من بين كل النساء، وأحب أن أستعيد رائحتك الأولى، رائحة أنوثثك الخام، ما يفوح منك، لحظات الغضب، التوتر والإشتهاء، رائحتك، وأنت في لحظة، طرية، ندّية كأنك تتسربين الآن من بين أصابع الله فتنشرح صدور المكروبين بك.
لكل امرأة رائحتها، وحين تفوح روائحهن، لا تتشابه النساء قط، فكل رائحة أشبه ببصمة هوية. يمكن للمرأة تزييف كثير من عناصر الأنوثة، باستثناء رائحتها، تلك علامة أصلية، تعكس نفسية المرأة، خيالها، حالتها المزاجية، تفاعلاتها الداخلية، افرازها الهرموني وطاقتها الجسدية بالطبع.
وحده الرجل المتمرس في كيمياء المرأة، يستطيع التقاط حالتها في كل لحظة؛ لمجرد أن يتنسم رائحتها..
من رائحتها، من نظرات عينيها، من نبرة صوتها، من ايحاءات وجهها، هكذا تُفصح المرأة عن حالتها النفسية والجسدية، بطريقة غيرة مباشرة، بالتورية، بالمجاز، كما هو عادتها وهكذا يقرأ الرجل الذكي امرأته ولا ينتظر بوحها.
يقال : إذا عانق المرء امرأة تحبه، لا تغادره رائحتها حتى يموت. تلك هي عبقرية الحب، عبقرية الإنسان وما يرشح عنه حين يحب، حيث سحرك يا امرأة يفيض كوحي خالد لا يزول يوقظ الوعي ويرشد المرء من طريق المتاهة، ورائحة أنوثتك ترياق لمداواة جروح الروح، تعويذة لطرد الشرور من الكوكب بكاملة.
عزيزي الشاب المحتار: كلما تزاحمت في ذهنك مقاييس الجمال، اختلطت عليك مواصفات الأنوثة وارتفع بينك وبين الجمال الحق حجب كثيرة، كلما شوشتك الحياة المصنّعة، عد إلى الواقع دائما، إلى الحياة الحقيقية، إلى الصورة الأولى، إلى المعيار الأساسي: رائحة المرأة الطبيعية، ابتكر طريقة لاستراق رائحتها، تدرب على تمييزها، هكذا تتعافى روحك من تشوهات العالم المصطنع وتستعيد علاقتك بمعايير الأنوثة الأصلية.
بقى فكرة أخيرة: لا تقارن روائح النساء؛ برائحة أنثى أحبتك، اعتصرت دمها ومشاعرها، تسارع نبض قلبها، فكرت بك طويلا، تفاعل باطنها مع خلايا جسدها، وفاحت رائحة حبها من مسامات جلدها. هذه هي رائحة الخلود، رائحة ما إن تلامسك، لا يمسّك بعدها ضيق ولا أذئ قط وتظل محروسًا بها للأبد.