الجمعة 23 مايو 2025 12:21 صـ 26 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

ماذا يحدث في صنعاء؟!

الخميس 22 مايو 2025 11:49 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ

شوارع فارغة، ووجوه شاحبة، وعيون زائغة، وقهر يعتصر الناس، ويُشيب الأطفال. بؤس؛ يغطي سماء صنعاء الحزينة.

في صنعاء، وجميع المدن التي ترزح تحت عمامة الرسية، الوضع كارثي بشكل مخيف، وأكثر من أي وقت مضى. في صنعاء، الكل ينزف، والكل يبكي بصمت، وبلا دموع.

فقط من ينتمي إلى العصابة، وعيالهم، هم من يضحكون ويتجولون ويتسوقون، بل وصل بهم البذخ والجرأة إلى تحويل شوارع صنعاء الفارغة إلى ساحات لهم؛ للتفحيط بأفخر السيارات، التي لم تكن تأتي إلى اليمن في زمن الدولة والكرامة والمرتب.

بتواصلي المستمر مع الناس في صنعاء ومناطق عمران وحجة، لاحظت اليوم أن أوضاعهم في أدنى مستوى منذ نكبة العصابة في سبتمبر 2014.

فقر ينهش أعراض الناس قبل أجسادهم.

وكالات تجارية مشهورة، أغلقت أبوابها، وغادرت إلى الخارج، بسبب عدم وجود من له القدرة على الشراء، وبسبب هراوات العصابة ونهب مشرفيها.

لم يعد يعمل ويتاجر إلا من هو مرتبط بالعصابة، فقد سيطروا على كل شيء، ودفعوا برجال الأعمال إلى ساحات الفقر والخسارة، وللهروب إلى الخارج.

لأول مرة منذ التخلص من إمامة آل حميد الدين، في 26 سبتمبر 1962، أسواق المواشي في صنعاء، ممتلئة بأضاحي العيد، ولكنها لم تجد من يحتمل حملها.

يقترب العيد، ومعظم بيوت اليمنيين بلا فرحة وبلا أمل وبلا أضاحي العيد، وكسوة والعيد وجعالة العيد.

في ظل هذا الوضع البائس، تحاول العصابة إشغال الناس عن جوعهم وقهرهم بقصص غزة، وكرامات الأشتر، وببطولاتهم الخارقة بإعادة سفلتة مدرج مطار صنعاء، بطول 800 متر!
يعلم الناس أن الزوامل والملازم والمسيرات المليونية لا توفر لهم كسرة خبز.

اتضح للجميع أن بطولات العصابة الجوفاء وصواريخ إيران الفرط صوتية، جرت عليم الويل، وجردتهم من الميناء والمطار والطائرات والكهرباء ومصانع الأسمنت، وقبلها نزعت عنهم نعيم الأمن والاستقرار والعزة والكرامة.

كل مظاهر الحياة ونعيمها وخدمات الدولة ومكاسبها في صنعاء، تراجعت وانتهت وتدهورت.

فقط عمائم الإمامة هي من تزدهر، وكروش قياداتهم من تكبر، وجيوبهم من تنتفخ، وغرورهم وكبرهم على اليمنيين من ينمو ويزيد.

كمان، لم يعد الناس يفكرون ويهتمون بجدلية الوحدة أو الانفصال.

هناك أمل واحد فقط، لا يزال يُشعل بصيص أمل لدى الناس، ويبقيهم على قيد الحياة، هو ترقبهم للفارس الذي سيقتحم عليهم بوابات سجنهم الكبير وسردابهم المظلم، لإخراجهم من ظُلم الرسية الزيدية إلى فسيح الدنيا والنور.

نقول لأهلنا في صنعاء، الفرج قريب قريب. قريبًا سنحتفل -سويًا- في ميدان السبعين، وفي كل ميادين اليمن الكبير.

يوم الخلاص من الرسية الزيدية -أسوأ نسخ الإمامة- سيكون اليوم الوطني الأعظم لكل اليمنيين.