الأربعاء 8 أكتوبر 2025 08:17 مـ 16 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

ثورة 14 أكتوبر اليمنية

الأربعاء 8 أكتوبر 2025 09:31 مـ 16 ربيع آخر 1447 هـ
ثورة 14 أكتوبر اليمنية

كان يوم الرابع عشر من أكتوبر 1963م المحطة الأولى لبداية الثورة في الجنوب اليمني، وكانت معركة ردفان واستشهاد لبوزة يوما لإعلان الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني.

إن المتتبع لنضال الشعب اليمني تاريخيا ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب يتأكد له أن المسار النضالي قد أخذ بالبروز والتشكيل منذ أن وطئت أقدام المحتل الانجليزي أرض الجنوب اليمني، ولم يتمكن أبناء الجنوب من دحر المحتل مباشرة وتحرير الأرض من السيطرة السياسية والعسكرية مباشرة ، وكانت الانتفاضات الشعبية تتفجر هنا وهناك من أرض الجنوب وكانت تواجه بقوة المحتل وشراسته وبتعاون العملاء المحليين معه في المدن والأرياف، وكان يحلو للمحتل بعد كل انتفاضة أن يصف مقاومة الشعب بالتمردات القبلية الصغيرة، ويدفع بعملائه إلى بث الإشاعات في جميع المناطق للتقليل من تأثير وقوة هذه الانتفاضات والتشكيك بأهدافها الوطنية النبيلة .

أتت الثورة اليمنية ، تستبدل الملكية بنظام جمهوري عادل ، يحرر الوطن، من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما، ويزيل الفوارق والامتيازات بين الطبقات، ويرفع مستوى الشعب اقتصاديا واجتماعيا وسياسياً وثقافياً، وينشي مجتمعاً ديموقراطياً تعاونياً عادلاً، يحقق وحدة الوطن ضمن نطاقها العربي الشامل، حتى أفصحت هذه الأهداف كتحديدات تؤكد أن الثورة اليمنية تشارك الثورات العربيات هوية شعبية الهموم، عربية الانتماء، مع أن لكل ثورة خصوصيات جوهرية يفرضها اختلاف الزمن والمكان، ومكونات الثقافة والاجتماع، واختلاف الزمن والمكان.

يمكن القول أن فكرة الكفاح اليمني المسلح تبلورت منذ وقت مبكر من اندلاع ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، خاصة بعد أن تحركت كوامن النضال التحرري في الأدغال الفيتنامية، وأحراش البلاد الكوبية، وهضاب الأرض الأفريقية، ثم في الشعاب والكهوف الأوراسية، وأزقة شارع القصبة في الجزائر، وما شكلته ثورة الثالث والعشرين من يوليو المصرية عام 1952م من دعم قوي لحركات التحرر العربية والأفريقية حين وضعت كل إمكاناتها رهن النضال التحرري من الاستعمار وعملائه، وفي سبيل حرية الشعوب واستقلالها الناجز، و كان تصور الأحرار اليمنيين أن الكفاح المسلح قد بدء يطرح نفسه في النصف الثاني من عام 1959 م، خاصة بعد سماع الانتصارات الجزائرية ضد الإستعمار الفرنسي، الذي ظل عقودا من الزمن ينكر عروبة الجزائر ويقمع الحركات السياسية الوطنية، ويسلبها حقوقها .

إن النزوع نحو الحرية والاستقلال وتصفية الوجود الاستعماري البريطاني من على أراضي الجنوب اليمني يرجع إلى الأسس التاريخية لنضال شعبنا وإلى النزوع الشعبي العارم، الذي عبر عن رفضه للوجود الاستعماري عبر المعارك السياسية والعسكرية، في الانتفاضات القبلية المسلحة.

كانت القوى الوطنية المناهضة للاستعمار وتلك التي تؤمن بوحدة الوطن اليمني تتسابق على استقطاب الجماهير المناهضة للوجود الاستعماري والمتحفزة للنضال من أجل الحرية والاستقلال والتقدم الاجتماعي الزاهر.

وكان من قدر الثورة في الجنوب اليمني أنها قد سحرت بعبق الثورة العربية الناصرية كإيحاء يأتي من بلاد الشرق التي تضج به رياح الثورة، والتي تحمل مفاهيم الحرية والمساواة وقيم العدالة الاجتماعية.

تهانينا لشعبنا اليمني بمناسبة احتفالنا بالذكرى62 لثورة 14 أكتوبر، والأجيال القادمة تستحق أن يطرح أمامها الكثير من الأحداث الإيجابية التي رافقت المسيرة التاريخية النضالية لشعبنا اليمني .

* مساعد مدير كلية الطيران لشؤون الدفاع الجوي
* نقلا عن / "سبتمبر نت"

216.73.216.81