ياغائبا لايغيب.. ماذا سنقول للأجيال القادمة اين منزلك؟؟

غاب مشروعك الثقافي والفكري ومشروع طلائع الاحرار من التداول العقلي و مناهج التعليم.. فغابت الرؤية الثقافية وتشكل الشخصية اليمنية في بطون الكتب..وجهدك الكبير
216.73.216.103
بلا مؤسسة انجزت كل هذا الانتاج الكبير وافردت لشخصية الشعب جهد بحثي وتاليفي وخصوصا في الفنون الشعبية والامثال والحكم وكنت تسنتنطق شخصية الشعب في الثقافة الشعبية وبالدهاء الذي يتعامل مع التاريخ بمبضع الجراح تعرف تماما جروح الكيان اليمني من خلال الذاكرة
كنت رمزا ومشروعا وليس موظفا اذاعيا كما ارادوا ان تكون ثم تركت منزلا ضئيلا جرفته السيول وكان يفترض ان يكون متحفا ومزارا كبيرا يعكس مامثلته لليمن من رمزية وحضور
جرفت منزلك السيول بالتزامن مع هيمنة الجرف الذي جرف الدولة والجمهورية كنظام وثقافة بينما لم يمتلك العقل الجمعي نظام تحصين يمني جمهوري وحتى صنعاء حبيبتك التي عاتبتها كثيرا حزينة لم تعد مليحة عاشقاها السل والجرب حتى الملاحة تلاشت رسميا وتقاوم شعبيا بصمت
تراجع المشروع الثقافي الجمهوري والنهج السياسي و الاقتصادي والاجتماعي فحضرت ملازم حسين الحوثي بعد ان اسهم الجمهوريين وبنسب متفاوتة من كل الاتجاهات في خراب الدولة والذاكرة والجمهورية ونالت رمزيتك جزءا منه
ياغائبا لايغيب شعرا ونثرا وفكرا وثقافة وحافظا لليمن بشعور الذي كان يدرك ماذا يغتلي في مقلتيها ومن نضج العناقيد التي خرجت لفم الطيور الجارحة ذات المناقير المقدسة بالجهل تكتوي الذاكرة اليمنية بالمأساة والأسى
تتجدد ذكرى رحيلك وتفتح الذكرى جروح مفتوحة لتخليدك الذي كان ينبغي ان يكون كون كحفظ الذاكرة عزاء البلد المعذب والجريح وكم كافحت الأمم من اجل ذاكرتها وانفقت امم ميزانيات مهولة لكي تستعيد لوحة مهمة في الذاكرة كالموناليزا على سبيل المثال كمافعلت فرنسا لذاكرتها
ياغائبا لايغيب ماذا سنقول للأجيال القادمة اين منزلك ومتحفك المفترض اذا نالوا قدر جيد من التعليم والمعرفة وتدرك مركزية حفظ الذاكرة.. فكيف بسؤالها الأكثر الما عن اليمن الجمهوري المحفوظ في كتابك الذي استنطق التاريخ.
الذكرى الثالثة والعشرون لرحيل البردوني.