الإثنين 3 نوفمبر 2025 09:46 مـ 13 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

‏الحوثي في مرحلة الاحتضار.. صراخ النهاية ورعب السقوط

الإثنين 3 نوفمبر 2025 04:51 مـ 13 جمادى أول 1447 هـ
‏الحوثي في مرحلة الاحتضار.. صراخ النهاية ورعب السقوط

يظن بعض الناس أننا نهوّن من شأن الحوثي حين نتحدث عن ضعفه وتفككه، أو أننا نبالغ في تصويره كجماعة مأزومة تتخبط في العتمة.

لكن الحقيقة التي تتكشف يوماً بعد يوم من قلب صنعاء المختطفة، ومن أفواه شهودٍ عيان وقياداتٍ كانت في عمق دوائر القرار، تقول إن الميليشيا الحوثية الإيرانية تعيش مرحلة الرعب الأكبر في تاريخها.

كل المؤشرات تؤكد أن هذه الجماعة التي كانت تتغنى بالبطولات وتنفخ في أوهام “الانتصارات الإلهية” قد انكشفت أمام نفسها أولاً، قبل أن تنكشف أمام الناس.

اليوم لم تعد تملك زمام المبادرة، بل تعيش استنفاراً دفاعياً مريضاً، خائفة من ظلها، مرعوبة من أي حركةٍ في الشارع، فاقدة للقدرة على شن أي معركة، في أي جبهة، وبأي اتجاه.

انتهى زمن الهجوم، وجاء زمن الاختباء.
انتهى زمن التمدد، وبدأ زمن الانكماش.

وانكشفت أمام الجميع الحقيقة التي حاولت طمسها لسنوات:
أنها جماعة ضعيفة، مفككة، مأزومة، غارقة في الصراع والفساد، تعيش على الخداع الإعلامي والتضليل الديني لا أكثر.

كل الصراخ والتهديدات التي نسمعها هذه الأيام من أبواقهم ليست سوى أصوات الخوف قبل الانفجار، وصدى الانهيار الداخلي الذي يلتهم أجنحتهم واحداً تلو الآخر.

حتى أجهزتهم الأمنية التي كانوا يتفاخرون بها أصبحت عاجزة عن ضبط خلافاتهم الداخلية، فضائحهم تتساقط كأوراق الخريف، والخيانة بينهم صارت أكثر من الولاء.

لقد تحوّلت صنعاء إلى مدينة توترٍ دائم، يحكمها الرعب والشك والوشاية.
لا أحد يثق بأحد، ولا أحد يشعر بالأمان.
القيادات الحوثية تعيش حالة ارتباكٍ غير مسبوقة، وولاؤها لإيران لم يعد شرفاً تتغنى به بل قيوداً تخنقها وهي ترى المشروع الذي استُخدمت لأجله يتهاوى أمام عينيها.

ما تبثّه المليشيا عبر إعلامها من تهديدات واستعراضات ليس دليلاً على القوة، بل هو نَفَس الميت قبل الاختناق، هو ارتعاش الجسد قبل السقوط الأخير.
إنهم اليوم يحاولون الصراخ بأعلى صوتهم كي لا يسمعوا وقع الانهيار من تحت أقدامهم.

ونحن نقولها بيقينٍ تام:
الحوثيراني يعيش مرحلة النهاية بكل تفاصيلها، يعيش الرعب الذي يسبق الانفجار، يعيش الشتات الذي يسبق السقوط، يعيش فقدان السيطرة الذي يعلن عن ولادة مرحلةٍ جديدة ، مرحلة استعادة اليمن من براثن الوهم الإيراني.

الزمن لم يعد زمن الحوثي.
ولا الصوت صوته.
ولا الأرض أرضه.
لقد بدأ زمن الوعي اليمني والانتفاض الشعبي، زمن الحقيقة التي لا يملك الحوثي أمامها إلا أن يصرخ، ثم يصمت، ثم ينهار.