الإثنين 5 مايو 2025 01:36 صـ 8 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الشيخ محمد حسان ينعى الدكتور سعد البريك: أفنى عُمره في خدمة الدين

الأحد 4 مايو 2025 07:15 مـ 7 ذو القعدة 1446 هـ
الشيخ سعد البريك
الشيخ سعد البريك

وفاة سعد البريك: رحيل قامة دعوية شامخة تركت إرثًا إنسانيًا وفكريًا خالدًا

رحيل مؤثر يهز الوسط الدعوي

ودّع العالم الإسلامي، مساء السبت 3 مايو 2025، واحدًا من أبرز رموزه الدعوية والإصلاحية، بوفاة الشيخ الدكتور سعد البريك، الذي انتقل إلى جوار ربه في مدينة الرياض عن عمر ناهز 62 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالبذل والعطاء. وفي مشهد مهيب، شيّعت جنازته من جامع الراجحي ظهر الأحد 4 مايو، حيث احتشد الآلاف من محبيه وتلاميذه وعامة المسلمين، في وداع يليق بقامة دعوية أثرت في حياة الملايين.

فقدان صوت الحق

لم يكن الشيخ سعد البريك مجرد خطيب أو داعية، بل كان "صوت حق" في زمن تتعالى فيه الأصوات المتباينة. امتاز بخطابه الصريح والمؤثر، ومشاركاته الفاعلة على المنابر وشاشات الإعلام، وقدرته على الجمع بين الفقه والواقع، وبين الفكر والموقف، وبين العلم والعمل.

الشيخ محمد حسان ينعى البريك: صاحب همة وكلمة وابتسامة

وفي سياق ردود الفعل الحزينة على نبأ الوفاة، نعاه الداعية المصري البارز الشيخ محمد حسان بكلمات مؤثرة قال فيها: «أقدم خالص العزاء في وفاة أخى الشيخ الدكتور سعد البريك الداعية المعروف، الذي أفنى عُمره في خدمة الدين ونشر الخير والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وقد عرفته صاحبَ هِمَّةٍ عالية وكلمة طيبة وابتسامةٍ مشرقة».

وأضاف حسان: «أسألُ الله أن يتغمدهُ بواسع فضله ورحمته، وعظيم عفوه وغُفرانه، وأن ينزلهُ منازل أهل وُدّه وقُربه في أعلى عليين من جِنانه، وأن يجعل ما قدمه في ميزان حسناته، وأن يملأ بالسكينة والرضا قلوب أهله وأولاده ومُحبيه وطلابه. وإنا لله وإنا إليه راجعون».

من هو سعد البريك؟

وُلد الشيخ الدكتور سعد بن عبدالله البريك عام 1963 بمدينة الرياض، وتخرّج في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث تخصص في العقيدة والمذاهب المعاصرة. نال درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف، وكان عنوان أطروحته "تنصيص اختيارات الإمام الخطَّابي الفقهية"، والتي أصبحت مرجعًا أكاديميًا هامًا في الدراسات الفقهية المقارنة.

مسيرته التعليمية والدعوية

بدأ الشيخ البريك مسيرته محاضرًا في كلية المعلمين بقسم الدراسات الإسلامية، ثم انتقل إلى ساحات الدعوة والإعلام، ليصبح من أبرز الأصوات الفكرية في المملكة والعالم الإسلامي. امتلك قدرة خطابية لافتة، وأسلوبًا مباشرًا، وكاريزما جعلت منه مؤثرًا في قضايا الشباب، والإصلاح الاجتماعي، والتوجيه الدعوي.

الإعلام الإسلامي ومنابر الفكر

شكل الشيخ البريك حالة دعوية مميزة من خلال برامجه على الفضائيات مثل "خذوا عني مناسككم"، و"وَثَبَتَ الأجر"، و"النجاة"، وسلسلة "سواعد الإخاء"، حيث تناول قضايا حساسة وهموم المجتمع بلغة شرعية مبسطة، تعانق عمق الفقه ورحابة الفكر. وكان حضوره التلفزيوني يعكس فهمًا عميقًا لتأثير الإعلام في تشكيل وعي الأمة.

بصمة إنسانية لا تُنسى

امتد أثر الشيخ البريك إلى مجالات العمل الإنساني، فكان سبّاقًا في دعم الشباب، وقضاء حوائج المحتاجين، والمشاركة في الحملات الخيرية داخل السعودية وخارجها. وكان يرى في الشباب طاقة الأمة التي تحتاج إلى التوجيه والرعاية، مما جعله حاضرًا في قلوبهم قبل عقولهم.

وظائفه ومناصبه

تقلد الشيخ البريك عدة مناصب ومهام دعوية منها:

  • المشرف العام على المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد في البديعة والصناعية الجديدة بالرياض.

  • عضو الهيئة الشرعية في الندوة العالمية للشباب الإسلامي.

  • عضو مجلس أمناء مؤسسة الوقف الإسلامي في السويد.

  • عضو مجلس أمناء مسجد التوحيد في طوكيو – اليابان.

  • إمام وخطيب جامع الأمير خالد بن سعود لأكثر من 25 عامًا.

مؤلفاته العلمية

رغم انشغاله بالميدان الدعوي والإعلامي، حرص الشيخ سعد البريك على ترك بصمة فكرية من خلال مجموعة من المؤلفات المهمة، من أبرزها:

  • "الاختيارات الفقهية للإمام الخطَّابي" (6 مجلدات).

  • "الإيجاز في بعض ما اختلف فيه الألباني وابن عثيمين وابن باز".

  • "فتاوى الفضائيات: الضوابط والآثار".

  • بحوث منشورة في مجلات علمية محكمة وموقعه الإلكتروني.

خطابه المتزن ودوره في مواجهة الانحرافات الفكرية

تميّز البريك بخطاب وسطي معتدل، قائم على الفهم العميق للقرآن والسنة، ومراعٍ للواقع المعاصر. دافع بقوة عن ثوابت الدين، وكان له دور بارز في تفنيد التيارات الفكرية المنحرفة، مستندًا إلى الحجة الشرعية والمنهج العقلي الرصين، مما جعله منارات أمان لكثير من الشباب الباحثين عن الحقيقة.

الترحم والوفاء يتصدران مواقع التواصل

تصدر خبر وفاته منصات التواصل الاجتماعي، وسط حالة من الحزن العميق والدعاء الصادق، حيث نعاه كبار العلماء والدعاة والمفكرين، مؤكدين أن فقده خسارة كبيرة للأمة الإسلامية، وأن إرثه سيبقى حيًا بين الناس.

إرث فكري ودعوي خالد

رغم رحيله الجسدي، سيبقى الشيخ سعد البريك حاضرًا في الذاكرة الإسلامية عبر خطبه، مؤلفاته، برامجه، ومواقفه، التي رسخت في وجدان الأمة معاني الوسطية، والإصلاح، والدفاع عن القيم الأصيلة، وسيبقى اسمه مضيئًا في سجل الدعاة الذين صدقوا الله ما عاهدوه عليه.

وفاة سعد البريك، الشيخ سعد البريك، وفاة الداعية السعودي، جنازة سعد البريك، من هو سعد البريك، محمد حسان ينعى سعد البريك، نعي محمد حسان، مؤلفات سعد البريك، برامج سعد البريك، وفاة دعاة السعودية، علماء السعودية، خطباء السعودية، الدعوة الإسلامية، الإعلام الإسلامي، سواعد الإخاء، قامة دعوية، الوسطية الإسلامية، الفقه المقارن، جامعة الإمام محمد بن سعود