”صورة طفل... ولافتة ممنوعة: لماذا يخاف الحوثيون من صوت أمّ في عمران؟”
في مشهدٍ يُجسّد تآكل أبسط مبادئ العدالة والتعبير، منعت مليشيات الحوثي في محافظة عمران اليمنية عائلة الطفل المفقود "الزبير العزي" من تنظيم وقفة احتجاجية سلمية أمام إدارة الأمن، في محاولة يائسة للبحث عن الحقيقة. لم يكتفِ المسلّحون بمنع التجمّع فحسب، بل صادروا اللافتات التي تحمل صورة الطفل، ومنعوا حتى التصوير—كأن الحقيقة نفسها أصبحت جريمة.
ففي خطوة أثارت غضبًا واسعًا بين أوساط المجتمع المحلي، اعترضت مليشيات الحوثي التابعة لجماعة أنصار الله مسيرة سلمية كانت تعتزم عائلة الطفل الزبير العزي تنظيمها أمام مقر إدارة الأمن بمحافظة عمران، للمطالبة بكشف ملابسات اختفاء ابنهم الذي لا يزال مصيره مجهولاً منذ أسابيع.
المصدر الميداني أكد أن عناصر المليشيا انتزعوا اللافتات من أيدي أفراد العائلة بالقوة، وصادروا هواتفهم لمنع توثيق الحدث، في تصرفٍ يعكس سياسة قمعية منهجية تنتهجها الجماعة ضد أي صوت يطالب بالشفافية أو يتحدى سرديتها الرسمية.
وبعد ساعات من التوتر والمواجهات الكلامية، تمكّن وفد من أفراد العائلة من لقاء المفتش العام في المحافظة، أبو هاشم الحمزي، الذي تعهّد – وفق رواية الأسرة – بمتابعة القضية "شخصيًا". لكن التعهّد جاء بلا جدول زمني واضح، ولا ضمانات ملموسة، مما زاد من شكوك العائلة حول جدّية الجهات الأمنية في كشف الحقيقة.
ويُعدّ اختفاء الزبير العزي واحدًا من عشرات الحالات المشابهة التي تشهدها مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تتحول عمليات الاختفاء القسري إلى واقع معيشي مرير، بينما تُسكت الأصوات المطالبة بالحق تحت تهديد السلاح أو الاعتقال.













