• الرئيسية
• المشهد الاقتصادي

في مقابلة مثيرة نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز"، فجّر الملياردير المصري ناصف ساويرس تصريحاً جريئاً قلب به الطاولة على قطاع الاستثمار الخاص، مؤكدًا أن "أيام المجد انتهت" وأن المستثمرين يواجهون أزمة حقيقية في تحقيق الأرباح كل عام. كلمات ساويرس لم تأتِ من فراغ، بل عبّرت عن خيبة أمل كبيرة داخل أحد أكثر القطاعات حساسية في الأسواق العالمية، بعدما كان يُنظر إليه كملاذ آمن وأرض للفرص الكبرى.

ذروة الاستثمار الخاص أصبحت من الماضي

قال ناصف ساويرس إن قطاع الاستثمار الخاص قد بلغ ذروته في سنوات سابقة، ولكنه اليوم يعيش مرحلة حرجة. وأضاف أن المستثمرين الذين راهنوا على صناديق الاستثمار الخاصة باتوا عاجزين عن بيع أصولهم أو تحقيق أي مكاسب ملموسة، مشيرًا إلى أن هناك تريليونات الدولارات المجمّدة في أصول لا تجد طريقها إلى السوق.

عوائد ضعيفة وإحباط واسع بين المستثمرين

أوضح ساويرس، الذي ضخ أموالاً ضخمة في صناديق تابعة لشركات استحواذ متعددة، أن السنوات الأخيرة حملت معها تراجعاً ملحوظاً في العوائد. وأشار إلى أن العديد من المستثمرين يشعرون بخيبة أمل لأنهم لم يحصلوا على أي عوائد نقدية خلال الأعوام الخمسة أو الستة الماضية، مما عزز مشاعر الإحباط وعدم الثقة في قدرة القطاع على تحقيق الوعود السابقة.

الخروج من الصفقات أصبح حلمًا صعب المنال

أبرز ما لفت إليه ساويرس هو صعوبة الخروج من الاستثمارات، حيث باتت الشركات غير قادرة على تنفيذ صفقات بيع ناجحة أو التوجه للطروحات العامة الأولية بسبب التباطؤ الذي لحق بأسواق المال عقب جائحة كورونا. هذا الجمود يعرقل الدورة الطبيعية للاستثمار ويزيد من الأعباء النفسية والمالية على المستثمرين.

سوق الاستثمار يعيد حساباته بعد الجائحة

تعكس تصريحات ساويرس حالة الارتباك التي يعيشها قطاع الاستثمار الخاص في الوقت الراهن، خاصة بعد تغييرات هيكلية فرضتها الجائحة على نماذج العمل والتقييم المالي. وتدل المؤشرات الحالية على أن السوق بات يحتاج إلى إعادة ضبط عميقة، تبدأ من تقييم المخاطر حتى آليات الخروج، وهو ما قد يُغيّر جذرياً من طريقة تعاطي المستثمرين مع هذا القطاع مستقبلاً.