الجمعة 9 مايو 2025 01:14 صـ 12 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

تصعيد خطير بين الهند وباكستان يهدد استقرار جنوب آسيا

الجمعة 9 مايو 2025 12:13 صـ 11 ذو القعدة 1446 هـ
باكستان والهند
باكستان والهند

تسارعت وتيرة التصعيد العسكري بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان، في واحدة من أخطر موجات التوتر التي تشهدها المنطقة منذ أكثر من عقدين، وذلك عقب تبادل الاتهامات بتنفيذ هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ، إلى جانب اشتباكات عنيفة عبر الحدود أوقعت عشرات القتلى والجرحى.

البداية كانت في 22 أبريل، حين وقع هجوم دموي على الجزء الهندي من إقليم كشمير أسفر عن مقتل 26 مدنيًا. ورغم عدم تبني أي جهة للهجوم، حمّلت نيودلهي جماعة "عسكر طيبة" المسؤولية، متهمةً باكستان بدعمها. ومع تصاعد التوتر، بدأت القوات الهندية والباكستانية تتبادل إطلاق النار ليلًا بشكل شبه يومي عبر "خط المراقبة"، الخط الحدودي الفاصل فعليًا بين البلدين في كشمير.

ومع حلول الأربعاء، أخذت الاشتباكات منحى أكثر عنفًا، حيث نفذت الهند ضربات وصفتها بأنها استهدفت "معسكرات إرهابية" داخل الأراضي الباكستانية، أسفرت عن مقتل 48 شخصًا من الجانبين، معظمهم من المدنيين. وزارة الدفاع الهندية أكدت أنها دمرت تسعة معسكرات تابعة لـ"عسكر طيبة" لحماية المدنيين من التهديد.

الرد الباكستاني لم يتأخر، حيث أعلن الجيش عن إسقاط 25 طائرة مسيّرة هندية كانت تحلّق فوق تسع مدن رئيسية، بينها روالبندي، مقرّ العديد من المراكز العسكرية والاستخبارية، ولاهور التي شهدت انفجارات متقطعة صباح الخميس. كما أفادت باكستان بأن سداً لتوليد الطاقة في كشمير تضرر من ضربة هندية، وسقط مدني وأصيب أربعة جنود قرب لاهور.

في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الهندية أن قواتها المسلحة حيّدت أنظمة رادار ودفاع جوي في لاهور وأماكن أخرى، في رد مباشر على "هجوم ليلي بصواريخ وطائرات مسيرة باكستانية" استهدف منشآت عسكرية هندية.

الخسائر البشرية تواصلت على الجانبين؛ ففي الضربات الهندية على كشمير الباكستانية والبنجاب، قُتل 31 شخصاً وأُصيب 57 آخرون، وفق الجيش الباكستاني. وفي الهند، أعلنت السلطات عن مقتل 16 شخصاً، بينهم ثلاث نساء وخمسة أطفال.

في مدينة مظفر آباد، كبرى مدن كشمير الباكستانية، أُجبر السكان على مغادرة منازلهم بعد تدمير مسجد نتيجة غارة هندية، بينما أكدت باكستان إسقاط خمس طائرات هندية داخل المجال الجوي الهندي، وهو ما قابله مصدر أمني هندي بتأكيد تدمير ثلاث طائرات مقاتلة، دون تفاصيل إضافية.

الذعر دبّ في صفوف المدنيين، كما عبّرت عنه الشابة ماداسار شودري (29 عاماً) التي روت لحظات الرعب التي عاشتها شقيقتها أثناء القصف، حين حاولت إنقاذ طفلين قبل أن تفتك بهما الشظايا. وقال محمد خرام، من مدينة موريدكي: "شعرت كما لو أنها هزة أرضية".

على الصعيد المدني، أعلنت هيئة الطيران الباكستانية إغلاق مطار كراتشي الخميس، بينما أُعيد تشغيل مطارات إسلام أباد ولاهور بعد توقف مؤقت.

دوليًا، تتصاعد الدعوات لضبط النفس، حيث صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلاً: "أريدهما أن يتوقفا". أما على مستوى الوساطات، فقد أكد وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار، خلال لقائه بنظيره الإيراني عباس عراقجي الذي يزور نيودلهي في مهمة وساطة، أن بلاده لا تنوي التصعيد، لكنها سترد "بحزم شديد" على أي هجوم جديد من الجانب الباكستاني.