السبت 10 مايو 2025 05:08 مـ 13 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

أوتشا: سبعون في المئة من سكان غزة بين نيران الاحتلال وأوامر التهجير

السبت 10 مايو 2025 04:12 مـ 13 ذو القعدة 1446 هـ
الحصار الإسرائيلي على غزة
الحصار الإسرائيلي على غزة

في مشهد لم يعد يحتمل التأجيل أو التجاهل، خرج مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، المعروف باسم "أوتشا"، بتحذير وصفه المتابعون بـ"المرعب"، حول الأوضاع في قطاع غزة المحاصر. وفي وقت بلغت فيه الكارثة الإنسانية ذروتها، أعلن المكتب الأممي أن أكثر من سبعين في المئة من سكان القطاع إما يواجهون وجود القوات الإسرائيلية مباشرة أو صدرت ضدهم أوامر بالتهجير، أو يتعرضون لكليهما في آن واحد. الحصار الكامل الذي يدخل شهره الثالث على التوالي منذ الثاني من مارس، يهدد حياة الملايين ويضع العالم أمام اختبار أخلاقي عسير.

الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر

في بيانه الرسمي الصادر اليوم، أكد مكتب "أوتشا" أن الوضع في غزة لم يعد مجرد أزمة إنسانية، بل يمثل عملية إبادة ممنهجة بدأت منذ أكثر من عام ونصف، ولا تزال مستمرة بوتيرة متسارعة. وأوضح البيان أن الشعب الفلسطيني في غزة "يموت ببطء" وسط الحصار التام، مؤكدًا استعداد المنظمة وشركائها لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية "فور رفع الحصار الإسرائيلي القاتل".

سبعون في المئة تحت التهديد

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقارب سبعين في المئة من سكان غزة يتواجدون حاليًا إما في مناطق تتمركز بها القوات الإسرائيلية أو تحت أوامر إخلاء وتهجير قسري، أو في حالات كثيرة، تحت كلتا الحالتين. هذه النسبة تعني أن أكثر من مليوني إنسان محاصرون في ظروف غير صالحة للعيش، في ظل انعدام المواد الغذائية، وتوقف الخدمات الطبية، وانهيار شامل في البنية التحتية.

اليونيسيف: القنابل تدخل... والطفولة تموت

وفي تعقيب على الكارثة، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" عن صدمتها من الواقع المرير الذي تعيشه غزة، مؤكدة أن "ما يدخل القطاع حاليًا هو القنابل فقط"، في حين تم حظر كافة مستلزمات الحياة الأساسية للأطفال. ووصفت المنظمة هذا الواقع بأنه "انهيار أخلاقي شامل"، محذرة من أن "ثمن هذا التجاهل العالمي ستدفعه الإنسانية جمعاء".

دعوة عاجلة لإنقاذ ما تبقى

وسط هذه الصورة القاتمة، طالبت "أوتشا" برفع فوري للحصار من أجل إيصال المساعدات الضرورية، مشيرة إلى جاهزية المجتمع الدولي لتقديم الدعم الإنساني فور إتاحة الممرات الآمنة. وناشدت المنظمة جميع الأطراف الفاعلة بالتحرك الفوري لإنقاذ أرواح المدنيين، خاصة الأطفال والنساء، في ظل ما وصفته بـ"النكبة المعاصرة". وبينما تتعالى النداءات، يبقى الصمت العالمي سيد الموقف، والغزيون وحدهم يدفعون الثمن.