الأربعاء 14 مايو 2025 09:09 مـ 17 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

من السجن إلى الرئاسة.. من هو خوسيه موخيكا الذي تحدى النظام وقنن الحشيش والإجهاض ليُلقب بـ«أفقر رئيس في العالم»

الأربعاء 14 مايو 2025 07:48 مـ 17 ذو القعدة 1446 هـ
خوسيه موخيكا
خوسيه موخيكا

توفي خوسيه موخيكا، الرئيس السابق لأوروجواي، المعروف بلقب "أفقر رئيس في العالم"، عن عمر يناهز 89 عامًا، اليوم الأربعاء. ويُعتبر موخيكا أحد أبرز الشخصيات السياسية في أمريكا اللاتينية، حيث اشتهر بأسلوب حياته المتواضع وتأكيده على العدالة الاجتماعية، فضلاً عن إسهاماته الكبيرة في الحياة السياسية في بلاده.

إعلان وفاة موخيكا

وأعلن ياماندو أورسي، رئيس أوروجواي الحالي، خبر وفاة سلفه عبر حسابه على موقع "إكس" (تويتر سابقًا) قائلًا: "شكرًا لك على كل ما قدمته لنا وعلى حبك العميق لشعبك". ورغم أن سبب الوفاة لم يُذكر بشكل رسمي، إلا أن تقارير أكدت أن موخيكا كان يعاني من سرطان المريء.

خوسيه موخيكا: سيرة حياة مليئة بالتحديات

خوسيه موخيكا حكم أوروجواي في الفترة من 2010 حتى 2015، وكان له تأثير كبير في السياسة الأوروغوايانية بفضل سياساته الاجتماعية التي كانت تصب في مصلحة المواطنين. اشتهر بتقديم إصلاحات اجتماعية جذرية، بما في ذلك تشريع الماريجوانا، وتبني قضايا مثل الاعتراف بزواج المثليين و تشريع الإجهاض.

موخيكا والتميّز في الحياة الشخصية

خوسيه موخيكا تميز بأسلوب حياته البسيط جدًا، إذ رفض الانتقال إلى القصر الرئاسي، وبقي مع زوجته في منزل متواضع على مشارف مونتيفيديو. كان موخيكا يقود سيارة فولكس فاجن بيتل موديل 1987، ويظهر غالبًا في ملابس غير رسمية. كما تبرع بجزء كبير من راتبه لصالح الأعمال الخيرية، مما أكسبه لقب "أفقر رئيس في العالم".

من السجن إلى الرئاسة

خلال شبابه، كان موخيكا عضوًا في حركة توباماروس للتحرير الوطني، وهي جماعة يسارية مسلحة في الستينيات، وشارك في مقاومة حكومة أوروجواي آنذاك. تعرض للاعتقال عدة مرات وقضى أكثر من 14 عامًا في السجون، حيث تعرض للتعذيب. وفي إحدى المرات، أصيب بجروح خطيرة بعد أن أُطلقت عليه النار 6 مرات. ومع ذلك، ظل موخيكا ثابتًا في معتقداته السياسية، وكان يصف فترات السجن بأنها من أكثر الفترات القاسية في حياته.

الإسهامات في الديمقراطية الأوروجوايانية

منذ إطلاق سراحه في عام 1985 بعد عودة أوروجواي إلى الديمقراطية، بدأ خوسيه موخيكا في المشاركة بنشاط سياسي، حيث شغل عدة مناصب قبل أن يصبح رئيسًا لأوروجواي في عام 2010. وعُرف بقدرته على الجمع بين الإصلاحات الاجتماعية الاقتصادية وتعزيز القيم الديمقراطية في بلاده.

اعتزال السياسة ووفاته

اعتزل موخيكا العمل السياسي في عام 2020، لكنه ظل شخصية محورية في الحياة العامة. وفي آخر مقابلة له في نوفمبر 2024 مع BBC، تحدث عن علاقته بالموت قائلاً: "يعلم المرء أن الموت أمر لا مفر منه، ولعله بمثابة ملح الحياة".

بوفاة خوسيه موخيكا، يفقد العالم أحد الشخصيات السياسية التي خاضت معركة من أجل العدالة الاجتماعية والحياة البسيطة. سيظل إرثه حاضراً في أوروجواي والعالم، حيث كان نموذجًا للزهد في السلطة وتفانيه في خدمة شعبه.