• الرئيسية
• المشهد الدولي

في تحول لافت في نبرة الخطاب السياسي الإيطالي، دعا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، اليوم السبت، الحكومة الإسرائيلية إلى وقف فوري لهجماتها العسكرية على قطاع غزة، مؤكدًا أن المدنيين الفلسطينيين "لا ينبغي أن يدفعوا ثمن الحرب بعد الآن".

جاءت تصريحات تاياني بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن حشد قواته تمهيدًا لتوسيع العمليات العسكرية في القطاع، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني في غزة التي تعاني من حصار خانق ونقص حاد في المساعدات.

"هذا يكفي".. رسالة واضحة من روما

قال تاياني في بيان شديد اللهجة:
"علينا أن نقول للحكومة الإسرائيلية: هذا يكفي، لم نعد نريد رؤية الشعب الفلسطيني يعاني. أوقفوا الهجمات، ولنعمل على وقف إطلاق النار، ولنحرر الرهائن، ولكن اتركوا هذا الشعب، الذي هو ضحية لحركة حماس، يعيش في سلام."

تأتي هذه التصريحات على وقع ارتفاع أعداد القتلى في قطاع غزة إلى أكثر من 53 ألف شخص بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في حين قُتل ما لا يقل عن 146 شخصًا خلال 24 ساعة فقط نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة.

إيطاليا تغيّر لهجتها لأول مرة

البيان الصادر عن وزير الخارجية الإيطالي يعكس تغيّرًا نوعيًا في موقف روما التي تُعد واحدة من أكثر الدول الأوروبية دعمًا لإسرائيل تقليديًا.
وفي نفس السياق، كانت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني قد نددت في وقت سابق من هذا الأسبوع بـ**"الوضع الإنساني الذي لا يمكن تبريره"** في غزة، بعد أن منعت إسرائيل دخول المساعدات منذ بداية مارس/آذار.

قلق دولي متصاعد وضغوط دبلوماسية

تصريحات تاياني تُعبر عن القلق الدولي المتزايد من حجم الكارثة الإنسانية في القطاع، لا سيما بعد أن شن مسلحو حماس هجومًا عبر الحدود في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر عن مقتل واحتجاز المئات من الجانب الإسرائيلي، حيث لا تزال إسرائيل تحتجز أن حماس اختطفت نحو 250 رهينة.

وتقول التقارير إن الهجوم الإسرائيلي المضاد أسفر عن تدمير شبه كامل للبنية التحتية في غزة، وتشريد ما يقرب من مليوني شخص يعيشون الآن في ظروف قاسية، بلا مأوى أو ماء أو غذاء كافٍ.

لقاء أمريكي إيطالي منتظر

من المتوقع أن يعقد تاياني في وقت لاحق اليوم السبت لقاءً مهمًا في روما مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، حيث من المنتظر أن يتصدر الملف الفلسطيني جدول أعمال المباحثات، وسط دعوات متزايدة لواشنطن للضغط على تل أبيب من أجل إنهاء العمليات العسكرية وفتح ممرات إنسانية آمنة.

هل تغير أوروبا نهجها؟

رسائل روما الواضحة تجاه تل أبيب تفتح باب التساؤلات حول إمكانية تغير المزاج الأوروبي تجاه الحرب في غزة، خاصة مع ارتفاع الكلفة الإنسانية واستمرار انسداد الأفق السياسي. فهل تنجح ضغوط أوروبا في إحداث خرق حقيقي؟ أم تبقى الأصوات الرافضة مجرد صدى في ظل الصمت الدولي الأكبر؟

أنطونيو تاياني، غزة، إيطاليا، إسرائيل، جورجيا ميلوني، الهجوم على غزة، الوضع الإنساني في غزة، الحصار الإسرائيلي، وزارة الصحة الفلسطينية، وقف إطلاق النار، المساعدات الإنسانية، الرهائن، هجوم 7 أكتوبر، حماس، الجيش الإسرائيلي، ماركو روبيو، روما، الموقف الأوروبي من إسرائيل، الدعم الأوروبي لإسرائيل.