الإثنين 19 مايو 2025 06:32 مـ 22 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

هل ستتمكن من التحدث مع حيوانك الأليف قريبًا؟ بايدو تكشف عن اختراع قادر على ترجمة أصوات الحيوانات إلى لغة بشرية

الإثنين 19 مايو 2025 04:03 مـ 22 ذو القعدة 1446 هـ
ترجمة أصوات الحيوانات
ترجمة أصوات الحيوانات

قدّمت شركة بايدو الصينية، العملاق التكنولوجي، براءة اختراع مبتكرة لدى الإدارة الوطنية للملكية الفكرية، تكشف عن نظام ذكاء اصطناعي قادر على ترجمة أصوات الحيوانات ومشاعرها ولغة جسدها إلى كلمات بشرية.

وفي تقرير نشرته رويترز، أوضحت الشركة أن نظامها الجديد يعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل "إرني 4.5 توربو"، ويهدف إلى تفسير الأصوات الحيوانية مثل النباح والمواء، بالإضافة إلى الإشارات السلوكية الدقيقة وتحويلها إلى جمل ذات معنى.

متحدث باسم بايدو صرّح لموقع "إيكونوميكس تايمز" أن هذه التقنية ستفتح أبوابًا جديدة للتواصل بين البشر والحيوانات، مما يوفر فهمًا أعمق لمشاعر الحيوانات وسلوكها، وهو ما قد يؤدي إلى ثورة في كيفية تفاعلنا مع الحيوانات.

كيف يعمل النظام؟

وفقًا لطلب براءة الاختراع، يتعامل الذكاء الاصطناعي مع مجموعة واسعة من البيانات المتعددة الوسائط، مثل تسجيلات صوتية لأصوات الحيوانات، ولغة جسدها عبر الفيديو، بالإضافة إلى مؤشرات فسيولوجية مثل معدل ضربات القلب. يتم دمج هذه البيانات ليتم معالجتها عبر شبكات عصبية متقدمة قادرة على ربط هذه الإشارات بحالات عاطفية مثل الجوع أو الخوف أو الرضا، ومن ثم ترجمتها إلى كلمات بشرية قابلة للفهم.

على سبيل المثال، قد يوجّه أصحاب الحيوانات الأليفة هواتفهم الذكية نحو حيواناتهم ويضغطون على زر "ترجمة"، ليظهر النص المحول مثل "أنا قلق، يرجى البقاء بالقرب مني" أو "هذه هي لعبتي المفضلة".

المنافسة في السوق

لكن بايدو ليست الشركة الوحيدة التي تعمل على ترجمة تواصل الحيوانات. فقد ظهر مشروع "أنواع الأرض"، المدعوم من ريد هوفمان، الذي بدأ في 2017 في محاولة لفك رموز التواصل بين الأنواع المختلفة. كما أن مشروع CETI يطبق الذكاء الاصطناعي في محاولة لفك شفرة نقرات حيتان العنبر، وهناك أيضًا محاولات أخرى مثل تلك التي أجراها باحثون دنماركيون لفهم أصوات الخنازير.

التحديات التقنية والشكوك

على الرغم من الابتكار الكبير، حذر بعض الخبراء من أن دقة هذه الترجمات قد تكون بعيدة المنال في البداية. وقال جيمس بور من شركة Bores Group الاستشارية إن "النسخ المبكرة من هذه الأنظمة قد تكون مثل أدوات الترجمة المتاحة حاليًا والتي تفتقر إلى الدقة المطلوبة". فإلى جانب التحديات التقنية، فإن القدرة على تفسير السياق الثقافي والسلوكي لكل نوع من الحيوانات لا يزال يمثل عقبة كبيرة أمام النجاح الكامل لهذا الابتكار.

التأثير المحتمل على مختلف القطاعات

إذا نجحت بايدو في تطوير هذه التقنية، فقد يكون لها تأثير كبير في عدة مجالات. قد تساعد الأطباء البيطريين في تشخيص الحالات الصحية قبل أن تظهر الأعراض الخارجية، ويمكن لعلماء الأحياء مراقبة الأنواع المهددة بالانقراض دون الحاجة إلى تدخّل بشري مباشر. كما قد تساعد المزارعين في إدارة رعاية الماشية عبر ربط الإشارات الحيوانية بتغيرات البيئة المحيطة، وهو ما يفتح أفقًا جديدًا لفهم عميق وصادق لحياة الحيوانات.

نظرة إلى المستقبل

في حين أن المشروع لا يزال في مرحلة البحث، يشير تقديم براءة الاختراع إلى طموح شركة بايدو في توسيع نطاق ريادتها في عالم الذكاء الاصطناعي ليشمل جوانب جديدة غير تقليدية مثل التفاعل بين الإنسان والحيوان.

يبقى أن نرى إذا ما كانت هذه التكنولوجيا ستحقق النتائج المأمولة وتفتح آفاقًا جديدة في مجال تفاعل البشر مع مخلوقات الأرض.

موضوعات متعلقة