الخميس 22 مايو 2025 05:57 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الجاثوم هل هو مس شيطاني أم اضطراب نوم؟ .. بين الخرافة والطب

الخميس 22 مايو 2025 04:21 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
الجاثوم
الجاثوم

يشغل "الجاثوم" خيال كثيرين، ويتردَّد ذكره في أحاديث العامة كحالة مرعبة ترتبط بالكوابيس والمسّ الشيطاني، حتى أن البعض يربطه بحكايات ما وراء الطبيعة، لكن بعيدًا عن تلك المرويات، يقف العلم ليوضح أن الجاثوم ليس سوى اضطراب نوم يُعرف طبيًّا باسم شلل النوم (Sleep Paralysis)، وهو أحد أشكال اضطرابات النوم المصنفة ضمن "الباراسومنيا".

ما هو الجاثوم؟

الجاثوم هو حالة يشعر فيها الشخص بعدم القدرة على الحركة أو الكلام عند الاستيقاظ أو خلال الدخول في النوم، رغم وعيه الكامل بما يدور حوله. وتستمر هذه الحالة عادةً من بضع ثوانٍ حتى دقائق معدودة، لكنها تكون مرعبة عند من يعانونها، إذ يشعر البعض كما لو أن هناك "كائنًا" يجثم على صدورهم ويمنعهم من الحركة أو التنفس بحرية.

هل الجاثوم دليل على مس من الجن؟

رغم أن كثيرين يربطون بين الجاثوم و"مسّ الجن" أو "الشيطان"، فإن الطب الحديث ينفي تمامًا هذه المزاعم، مؤكدًا أن شلل النوم له تفسير علمي دقيق ولا علاقة له بأي قوى خارقة. ويرجع هذا الارتباط الخاطئ إلى طبيعة الجاثوم المرعبة، والشعور بالاختناق أو وجود "شيء ثقيل" على الجسد، ما يعزز في ذهن البعض فكرة المسّ أو "الجن الجاثم".

ما أسباب الإصابة بالجاثوم؟

يؤكد الأطباء أن الجاثوم حالة فسيولوجية ناتجة عن خلل مؤقت في المرحلة الانتقالية بين النوم واليقظة. وهناك عدة أسباب شائعة للإصابة به، أبرزها:

١. اضطراب النوم والأرق:
قلة النوم أو نمط النوم غير المنتظم يمكن أن يسبب شلل النوم، خاصة عند من يعتادون السهر المفرط أو يعانون من نوبات نوم متقطعة.

٢. التوتر والقلق النفسي:
الأشخاص الذين يواجهون ضغوطًا نفسية أو يعيشون فترات من التوتر والقلق يكونون أكثر عرضة للجاثوم.

٣. الاكتئاب:
يُعد الاكتئاب أحد المحفزات النفسية التي قد تُسبب اضطرابات النوم، ومن بينها الجاثوم.

٤. النوم على الظهر:
تشير بعض الدراسات إلى أن النوم على الظهر يزيد من احتمالية الإصابة بشلل النوم، ربما بسبب تغير وضعية التنفس أو استرخاء عضلات الحنجرة واللسان.

ما أعراض الجاثوم؟

تتمثل أبرز أعراض الجاثوم في:

  • عدم القدرة على الحركة أو الكلام عند بداية النوم أو الاستيقاظ.

  • الشعور بثقل على الصدر.

  • الإحساس بالخوف أو رؤية أشكال مرعبة (هلوسات بصرية أو سمعية).

  • الاستيقاظ الكامل دون القدرة على الاستجابة.

  • زوال الأعراض بشكل تلقائي خلال ثوانٍ أو دقائق.

هل يمكن علاج الجاثوم؟

نعم، الجاثوم ليس مرضًا مزمنًا ولا يحتاج إلى علاج دوائي في أغلب الحالات، لكن يمكن الوقاية منه عبر اتباع بعض الإرشادات:

١. تحسين جودة النوم:
احرص على النوم لعدد ساعات كافٍ، وفي أوقات منتظمة.

٢. تجنب القلق والتوتر:
ممارسة التأمل أو اليوغا أو الاسترخاء قبل النوم قد تُقلل من احتمالية الإصابة بالجاثوم.

٣. تجنب النوم على الظهر:
النوم على أحد الجانبين يُقلل من نوبات شلل النوم.

٤. استشارة الطبيب النفسي:
إذا تكررت نوبات الجاثوم وأصبحت مرهقة نفسيًّا، يُفضَّل مراجعة طبيب مختص لمتابعة الحالة.

خلاصة القول

الجاثوم ليس مسًّا شيطانيًا، كما تُصوره المعتقدات الشعبية، بل هو اضطراب نوم عابر ومفهوم طبيًا. ومع أن التجربة قد تكون مرعبة، إلا أنها غير خطيرة، ويمكن الحد منها باتباع نمط حياة صحي، ونوم منتظم، وعلاج الأسباب النفسية المرافقة لها.

الجاثوم، شلل النوم، هل الجاثوم مس شيطان، أعراض الجاثوم، علاج الجاثوم، أسباب الجاثوم، اضطرابات النوم، النوم على الظهر والجاثوم، الجاثوم والخوف، التفسير العلمي للجاثوم، هلوسات الجاثوم، العلاقة بين التوتر والجاثوم، الجاثوم وعلم النفس، الباراسومنيا