الأحد 25 مايو 2025 02:29 مـ 28 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

شركة وهمية تثير أزمة في إسرائيل.. كيف انفجر الخلاف بين نتنياهو وجيشه حول مساعدات غزة؟

الأحد 25 مايو 2025 12:34 مـ 28 ذو القعدة 1446 هـ
خلاف نتنياهو والجيش بشأن مساعدات غزة
خلاف نتنياهو والجيش بشأن مساعدات غزة

كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن تصاعد التوترات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقيادات جيش الاحتلال، على خلفية تعاقده مع شركة غير معروفة لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة. ووفقًا لما تم تداوله في الصحف الإسرائيلية، فإن الشركة التي تعاقد معها مكتب نتنياهو مباشرة تدعى SRS، وقد تبين لاحقًا أنها غير مسجلة رسميًا ولا تملك أي سجل موثق في مجال تقديم المساعدات الإنسانية.

اعتراض الجيش على تغييب المؤسسات الأمنية

ذكرت الصحيفة أن قيادات جيش الاحتلال فوجئت باختيار هذه الشركة بطريقة سرية دون الرجوع إلى القنوات الرسمية المعتادة، مثل وحدة منسق أنشطة الحكومة في المناطق المحتلة أو وزارة الدفاع. وأدى هذا التجاهل إلى تصاعد حالة من الغضب والاستياء داخل المؤسسة العسكرية، التي رأت أن القرار اتُخذ بناء على مصالح خاصة داخل مكتب رئيس الوزراء، دون مراعاة المعايير الأمنية أو الإدارية.

كواليس اختيار الشركة وتورط المقربين من نتنياهو

أشارت "هآرتس" إلى أن عملية التعاقد مع شركة SRS تمت بسرية تامة داخل مكتب نتنياهو، بقيادة اللواء رومان جوفمان، السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، دون طرح مناقصة رسمية. وذكرت الصحيفة أن فريق جوفمان ضم مجموعة من رجال الأعمال وضباط الاحتياط، الذين شجعوا على اختيار الشركة دون معرفة مسبقة بمؤهلاتها. وذكرت مصادر أمنية أن اسم رجل الأعمال شلومي فوجل، المعروف بعلاقته الوثيقة بنتنياهو، طُرح في سياق اختيار الشركة، رغم نفيه المشاركة.

ترويج مضلل لشركة أمريكية وهمية

رُوّج لشركة SRS على أنها أمريكية وتتمتع بقدرات متميزة في توزيع المساعدات، لكن التحقيقات الداخلية أظهرت أن القائمين عليها تربطهم علاقات وثيقة مع مسؤولين إسرائيليين، أبرزهم فيل رايلي، وهو مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. ووفق المصادر الإسرائيلية، تم تحويل ملايين الشواكل إلى هذه الشركة من ميزانية الدولة، دون أن تكون هناك أي رقابة من الجهات المختصة.

ضغوط دولية وأزمة متفاقمة

جاءت هذه الأزمة في وقت حساس، حيث تتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة لتسهيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة، خاصة بعد استئناف العمليات العسكرية في شهر مارس. ومع فشل الشركة في تنفيذ مهامها أو حتى الظهور بشكل فعلي على الأرض، زادت التساؤلات حول مصداقية الخطوة وأهدافها الحقيقية. وقد دعت جهات داخلية وخارجية إلى فتح تحقيق شفاف لكشف أبعاد هذه الفضيحة التي قد تتسع تداعياتها في الأيام المقبلة.