في مشهد مدهش.. كاميرا ناسا تلتقط شبح الغبار على المريخ

في مشهد فريد من نوعه، التقطت مركبة "برسفيرنس" التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" صورة سيلفي على سطح كوكب المريخ، كشفت خلالها عن ظاهرة طبيعية مثيرة تعرف باسم "عفريت الغبار"، وهي دوامة ترابية مريخية تشبه الشبح في حركتها، وقد ظهرت في خلفية الصورة على بُعد خمسة كيلومترات تقريبًا من موقع المركبة.
لقطة فريدة توثق اللحظة المريخية
الصورة اللافتة، التي تم نشرها في 21 مايو الجاري، لم تكن صورة عادية، إذ تم تجميعها من 59 لقطة مختلفة التُقطت بواسطة الكاميرا المثبتة في نهاية الذراع الآلية للمركبة. وقد استغرقت العملية حوالي ساعة كاملة من العمل المتقن والدقيق لتسجيل كل زاوية ممكنة، قبل دمجها في صورة واحدة عالية الجودة تُظهر التفاصيل الدقيقة للموقع والظواهر المحيطة.
لمسة أيقونية في خلفية الصورة
أوضحت ميغان وو، عالمة التصوير في شركة مالين لعلوم الفضاء والمساهمة في تصميم الكاميرا، أن وجود "عفريت الغبار" في خلفية الصورة أضفى عليها طابعًا مميزًا، حيث قالت: "لقد أضافت هذه الظاهرة الجوية النادرة بُعدًا فنيًا وجماليًا للصورة، وجعلتها أقرب إلى عمل فني من مجرد توثيق علمي".
توثيق علمي وحفريات ميدانية على الكوكب الأحمر
الصورة لم تقتصر على الظاهرة الجوية فقط، بل أظهرت أيضًا أحدث الحفر التي قامت بها المركبة لجمع عينات من الصخور المريخية. وقد غطت المركبة طبقة واضحة من الغبار الأحمر نتيجة لتكرار عمليات الحفر، ما يعكس مدى الجهد الذي تبذله المركبة في تنفيذ مهامها العلمية الصعبة في بيئة معادية.
محطة جديدة في رحلة برسفيرنس
تأتي هذه الصورة المميزة بالتزامن مع إتمام المركبة 1500 يوم مريخي من العمل المتواصل، وهو ما يعادل حوالي 1541 يومًا على الأرض، منذ انطلاق مهمة "برسفيرنس" في عام 2020. وتستقر المركبة حاليًا في فوهة "جيزيرو"، وهي منطقة يُعتقد أنها كانت ذات يوم بحيرة ودلتا نهرية، ما يجعلها موقعًا مثاليًا للبحث عن مؤشرات على وجود حياة ميكروبية في الماضي البعيد.