فيضانات مدمّرة تشل مومباي وتغمر محطات القطارات بالمياه

شهدت الهند هذا الأسبوع بداية مبكرة وقاسية لموسم الرياح الموسمية، حيث هطلت أمطار غزيرة على مدينة مومباي، العاصمة الاقتصادية للبلاد. أدت هذه الأمطار إلى فيضانات مفاجئة اجتاحت الشوارع والمرافق الحيوية، مسببة حالة طوارئ غير معلنة في العديد من الأحياء. وتسببت الكميات الهائلة من المياه في تعطيل الحياة اليومية وشلل كبير في حركة النقل، وسط استياء السكان ومعاناتهم المستمرة.
مشاهد صادمة من محطة قطار وورلي الجديدة
من أكثر المشاهد التي أثارت القلق، كانت الصور والفيديوهات التي تداولتها وسائل إعلام محلية، والتي أظهرت محطة مترو وورلي الجديدة وهي تغرق بمياه الأمطار. وقد غمرت المياه الأرصفة تمامًا، بينما ظل الركاب عالقين في المحطة والمياه تصل حتى ركبهم. وفي مشهد مأساوي آخر، تسربت المياه بغزارة من سقف المحطة، ما حولها إلى سيل جارف داخل المبنى، وعطّل تشغيل القطارات وتسبب في فوضى واسعة داخل الشبكة.
شلل مروري يعم العاصمة الاقتصادية
بسبب الأمطار غير المتوقعة، أصيبت شبكة المواصلات العامة في مومباي بحالة من الشلل التام. تعطلت حركات القطارات، وأُغلقت بعض الطرق الحيوية بفعل تراكم المياه. وواجه المواطنون صعوبات جسيمة في التنقل إلى أماكن عملهم أو العودة إلى منازلهم، خاصة بعد أن تحولت الشوارع إلى برك مائية عميقة. وعبر الكثيرون عن غضبهم من ضعف البنية التحتية في مواجهة الكوارث الطبيعية، على الرغم من تحذيرات سابقة بشأن البنية التحتية للمدينة.
السلطات المحلية تحت الضغط ونداءات استغاثة
على إثر هذه الفيضانات، تعرضت السلطات المحلية في ولاية ماهاراشترا، حيث تقع مومباي، لانتقادات شديدة بسبب ما وصفه المواطنون بـ"القصور في الاستعداد لموسم الأمطار". وطالب سكان الأحياء المتضررة بسرعة التدخل لتصريف المياه وتوفير ممرات آمنة لعبور المواطنين. كما تم تسجيل عدة نداءات استغاثة من قبل أسر علقت داخل منازلها التي اجتاحتها المياه. وأفادت مصادر محلية بأن فرق الطوارئ تعمل ليلًا ونهارًا لمحاولة تقليل الأضرار واستعادة حركة الحياة تدريجيًا.
تحذيرات من استمرار الأمطار وتفاقم الأزمة
في السياق ذاته، أطلقت دائرة الأرصاد الجوية الهندية تحذيرات عاجلة من احتمال استمرار هطول الأمطار في الأيام المقبلة، مع توقعات بهبوب عواصف رعدية ورياح قوية في المناطق الساحلية الغربية. ودعت الحكومة المحلية المواطنين إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر، وتجنب المناطق المنخفضة، والتأكد من سلامة منازلهم ومخارج تصريف المياه. كما طُلب من المدارس والجامعات تعليق الدراسة مؤقتًا حتى إشعار آخر، تفاديًا لأي مخاطر قد تهدد سلامة الطلاب.
تضع هذه الفيضانات المتكررة السلطات الهندية أمام تحديات متزايدة بشأن مواجهة التغيرات المناخية وتعزيز جاهزية المدن الكبرى لمثل هذه الكوارث. ويبقى المواطن البسيط هو الضحية الأولى في مواجهة الطبيعة عندما لا تكون هناك استعدادات كافية أو بنية تحتية متينة لمجابهة الطوارئ.