الأحد 1 يونيو 2025 07:25 صـ 5 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

المشهد الإنساني يُحوَّل إلى دعاية: حقيقة مقطع ”المعانقة” في قعطبة والخلفيات الحوثية المغرضة

السبت 31 مايو 2025 12:48 صـ 4 ذو الحجة 1446 هـ
لقاء الحوثيين والجنوبيين في قعطبة
لقاء الحوثيين والجنوبيين في قعطبة

أثار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي جدلاً واسعًا خلال الساعات الماضية، بعد أن ظهر فيه مراسل قناة "المسيرة" التابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية مع عدد من الأفراد بزي عسكري، وهم يتعانقون مع آخرين ينتمون لمنطقة شمالية. سارعت مليشيا الحوثي إلى استغلال هذا المشهد لإطلاق مزاعم حول حدوث "اختراقات داخل صفوف القوات الجنوبية"، في محاولة خبيثة للتأثير على الجبهة الإعلامية وزعزعة الثقة بالجهود العسكرية في الجنوب.

لكن التحري والتدقيق في المعلومات الميدانية كشفا أن الحقيقة تختلف تماماً عمّا تحاول مليشيا الحوثي تصويره. إذ تبين أن المقطع تم تصويره في إحدى المناطق التابعة لمديرية قعطبة شمالي محافظة الضالع، وهي منطقة تخضع لسيطرة القوات الجنوبية منذ فترة، وتُعد خط الدفاع الأول عن المحافظة ضد أي زحف أو تسلل حوثي.

وقالت مصادر ميدانية إن المشهد الذي أظهرته الكاميرات كان طبيعياً وإنسانياً للغاية، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين ظهروا في الفيديو هم من أبناء نفس المنطقة، وقد فرقت بينهم الحرب سنوات طويلة، قبل أن تجمع بينهم الصدفة في موقع تابع للقوات الجنوبية.

وأوضح مصدر عسكري أن بعض الأفراد الظاهرين في المقطع هم من أبناء المناطق الشمالية في مديرية قعطبة، والذين انضموا إلى صفوف القوات الجنوبية منذ بداية العمليات العسكرية في المحافظة، بينما هناك آخرون لم يشاركوا في أي معارك أو انتماءات سياسية، بل يعيشون حياتهم ضمن مناطق تحت السيطرة الجنوبية.

وشدد المصدر على أن ما جرى كان لحظة إنسانية بحتة، تعكس عمق الروابط الاجتماعية والعائلية التي لا تزال قائمة رغم الحرب، لكنها استُغلت من قبل مليشيا الحوثي والإخوان المسلمين لأغراض دعائية وأهداف مضللة.

وأكد المصدر أن القوات الجنوبية تمارس كامل صلاحياتها في تلك المناطق، وأن الأمن فيها مستتب بإشراف مباشر من القيادة العسكرية الجنوبية، مضيفاً أن هذه المنطقة تعد من النقاط الاستراتيجية الهامة التي يتم التركيز عليها لحمايتها من أي اختراقات محتملة.

وفي ختام تصريحه، قال المصدر العسكري: "المعانقة لا تُغير الحقائق، والقضية واضحة: الجنوب صامد ومستمر في الدفاع عن نفسه، والمليشيا الحوثية لا تملك سوى الوهم والتضليل كسلاح لها".

ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوترات العسكرية في جبهات الضالع، حيث تواصل مليشيا الحوثي زخمها في محاولة للتقدم نحو مركز المحافظة، لكنها تواجه مقاومة شرسة من القوات الجنوبية التي تمكنت حتى اللحظة من صد كل الزحف الحوثي وتكبيدهم خسائر بشرية ومادية كبيرة.