الجمعة 20 يونيو 2025 11:23 مـ 24 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

تثبيط رد الفعل المناعي تجاه الغلوتين لدى الفئران

لمرضى السيلياك .. علاج تجريبي يفتح الأفق أمام الشفاء من الداء البطني

الجمعة 20 يونيو 2025 10:42 مـ 24 ذو الحجة 1446 هـ
الغلوتين
الغلوتين

ابتكار مناعي جديد لمرضى السيلياك .. في تقدم علمي لافت قد يغيّر مستقبل التعامل مع مرض السيلياك، أعلن باحثون من جامعة لوزان السويسرية عن نجاح تجربة علاجية مناعية على الفئران، تتمثل في تسكين الاستجابة المناعية للجسم تجاه بروتين الغلوتين، وهو العامل المسبب الرئيسي لأعراض المرض.

مرض السيلياك، أو الداء البطني، هو اضطراب مناعي ذاتي ينشط عند تناول الغلوتين، مسببًا استجابات مناعية غير مرغوب فيها، تتضمن آلامًا معوية، إسهالًا، وتلفًا في بطانة الأمعاء الدقيقة.

التقنية المستوحاة من علاجات السرطان

استلهم الباحثون التقنية من العلاج المناعي المستخدم في السرطان المعروف باسم "CAR-T"، حيث تُبرمج الخلايا التائية لتستهدف خلايا سرطانية معينة. لكن المفارقة أن علاج السيلياك الجديد لا يفعّل الجهاز المناعي بل يكبحه.

طور العلماء نوعين من الخلايا التائية: خلايا "مؤثرة" تهاجم بروتين الغلوتين، وأخرى "منظمة" مهمتها تهدئة استجابة الخلايا المؤثرة، وعند حقن الفئران بهذين النوعين من الخلايا، لاحظ الفريق أن الخلايا المؤثرة لم تهاجم الغلوتين أو تهاجر إلى الأمعاء كما هو متوقع.

آلية العمل الجينية ونتائج واعدة

تمحورت التجربة حول فئران حُددت وراثيًا لحمل الجين HLA-DQ2.5، وهو نفسه المرتبط بالإصابة بداء السيلياك لدى البشر، أظهرت النتائج أن الفئران المحقونة بالخلايا المنظمة لم تُظهر فقط مقاومة لبروتين الغلوتين، بل أيضًا خفت استجابتها المناعية لمستضدات أخرى شبيهة.

هذا التثبيط الانتقائي للاستجابة المناعية يُعتبر إنجازًا جديدًا قد يُغيّر قواعد العلاج، ويؤسس لنهج مختلف تمامًا عما هو سائد من أنظمة غذائية خالية من الغلوتين.

الطريق لا يزال طويلًا أمام البشر

رغم ما يحمله البحث من وعود، إلا أن خبراء مثل الدكتورة كريستينا غوميز كاسادو من جامعة دوسلدورف الألمانية يحذرون من الإفراط في التفاؤل، لعدة أسباب:

  • الفئران المستخدمة لم تكن مصابة فعليًا بالداء البطني

  • التجربة اقتصرت على نوع واحد من الغلوتين (الجليادين من القمح)، ولم تشمل بروتينات الشعير أو الجاودار

  • لم يُدرس تأثير الغلوتين طويل الأمد، فقد تم حقنه مرة واحدة فقط

  • عدد الخلايا التائية المنظمة محدود بطبيعته في أجسام مرضى السيلياك، وقد تكون غير فعالة لدى بعضهم

نحو علاج يغيّر نمط الحياة

في حال نجاح الأبحاث البشرية مستقبلًا، فإن هذا العلاج قد يحل مشكلة ملايين المرضى الذين يعتمدون على نظام غذائي صارم خالٍ من الغلوتين، ويتجنبون أدق التفاصيل في المكونات الغذائية خوفًا من تدهور حالتهم، كما أن هذا التقدم يفتح المجال أمام استخدام الخلايا المناعية المنظمة لعلاج أمراض مناعية أخرى تنجم عن استجابات مفرطة للجهاز المناعي.

ورغم أن العلاج لا يزال في مرحلته التجريبية، إلا أن هذه الدراسة تمثل بارقة أمل حقيقية في طريق القضاء على داء السيلياك بوسائل طبية، وليس فقط غذائية. وإذا ما ثبتت فعاليته في التجارب السريرية، فستُحدث هذه التقنية نقلة نوعية في علاج الأمراض المناعية وتحسين جودة حياة الملايين حول العالم.

مرض السيلياك، الداء البطني، الغلوتين، علاج تجريبي، جامعة لوزان، الخلايا التائية، الخلايا المنظمة، علاج مناعي، CAR-T، مستقبل المناعة، حساسية الغلوتين، العلاج بالخلايا المناعية، HLA-DQ2.5، علاج السيلياك بالفئران، تجارب على الحيوانات، الطب المناعي