الأربعاء 29 أكتوبر 2025 01:06 مـ 8 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

إيران تفجّر مفاجأة في ملفها النووي.. كواليس فشل المفاوضات وتعلن تحديها لواشنطن

الأربعاء 29 أكتوبر 2025 08:23 صـ 8 جمادى أول 1447 هـ
النووي الإيراني
النووي الإيراني

تتصاعد حدة التوتر بين إيران والغرب مجددًا، بعد تعثر المفاوضات النووية التي كان يُعوَّل عليها لإعادة إحياء الاتفاق التاريخي الموقع عام 2015. وبينما تسعى طهران لإثبات استقلال قرارها السياسي، ترى واشنطن أن طموحات إيران النووية تمثل تهديدًا للأمن الإقليمي والعالمي، لتظل الأزمة مفتوحة على كل الاحتمالات.

النووي الإيراني.. ملفٌ يعود إلى الواجهة من جديد

ووفق وكالة رويترز، فإن عدة رسائل وُجّهت عبر وسطاء إلى واشنطن خلال الأسابيع الماضية بهدف استئناف المفاوضات، لكن الجانب الأمريكي لم يردّ، وهو ما اعتبرته طهران إشارة إلى "نوايا غير بنّاءة" من الطرف الآخر.

لاريجاني يكشف المستور: الغرب أراد نزع أهم سلاح دفاعي لإيران

وفي خطوة تعكس انتقال إيران إلى مرحلة التحدي العلني، خرج علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ليكشف عن السبب الحقيقي لفشل المفاوضات النووية، وقال لاريجاني:

“لقد حاول الغرب فرض شروط تمس أمننا القومي، واشترطوا علينا خفض مدى صواريخنا إلى أقل من 500 كيلومتر، أي أنهم أرادوا نزع أهم سلاح دفاعي للشعب الإيراني”.

وأضاف أن إيران بذلت جهودًا مكثفة في ملف آلية الزناد، لكنها وجدت أن مطالب الغرب "تمس السيادة الوطنية" وتتناقض مع حق إيران في امتلاك قوة ردع دفاعية، مشيرًا إلى أن بلاده لن تخضع لأي ضغوط تمس أمنها.

البرلمان الإيراني: الملف النووي خرج من مجلس الأمن

من جانبه، أعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف أن البرنامج النووي الإيراني خرج رسميًا من جدول أعمال مجلس الأمن الدولي، معتبرًا ذلك "انتصارًا دبلوماسيًا لطهران".

وأكد أن رسالة وزراء خارجية إيران وروسيا والصين إلى الأمم المتحدة، تمثل تضامنًا استراتيجيًا ضد محاولات الغرب لإعادة فرض العقوبات عبر ما يُعرف بـ"آلية الزناد"، مضيفًا أن هذه المحاولات "باطلة قانونيًا".

وأوضح قاليباف أن الفقرة الثامنة من القرار الأممي 2231 نصّت على انتهاء جميع القيود المفروضة على إيران، مع الاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم، مشددًا على أن "طهران وموسكو وبكين أنهت عهد الهيمنة الأمريكية على القرارات الدولية".

عراقجي: لا عودة للمفاوضات بشروط أمريكية

بدوره، أعلن عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أن بلاده لن تعود إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن ما دامت الأخيرة تتمسك بمطالب "غير معقولة".
وأكد أن الاتصالات غير المباشرة مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط "ستيف ويتكوف" توقفت مؤقتًا بسبب "تصلب الموقف الأمريكي"، مشيرًا إلى أن إيران لا ترفض الحوار لكنها ترفض الإملاءات السياسية.

أما المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي فأكد أنه لا يوجد موعد محدد لاستئناف المحادثات، موضحًا أن بلاده "لن تدخل أي مفاوضات جديدة دون ضمانات واضحة للنتائج".

الموساد يتهم الحرس الثوري بالتخطيط لهجمات في الخارج

وفي سياق متصل، أعلن جهاز الموساد الإسرائيلي أنه كشف "شبكة عمليات سرية" تابعة للحرس الثوري الإيراني خططت لشن هجمات على أهداف يهودية وإسرائيلية في دول عدة خلال عامي 2024 و2025.
وذكر البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن ضابطًا بالحرس الثوري يُدعى سردار عمار، يعمل تحت إمرة قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، أشرف على "محاولات هجوم في أستراليا واليونان وألمانيا".

وأشار الموساد إلى أن الشبكة استخدمت مجرمين وأجانب واتصالات مشفرة لتجنّب أي بصمة إيرانية، لكن التعاون الاستخباري الدولي أدى إلى إحباط عشرات المخططات وإنقاذ "أرواح كثيرة"، وفق البيان.

بين المواجهة والدبلوماسية.. أزمة مفتوحة على المجهول

تبدو الأزمة النووية الإيرانية اليوم عند مفترق طرق. فبين تهديدات الغرب وإصرار طهران على حقها في التخصيب النووي، تتجه الأمور نحو مرحلة أكثر تعقيدًا.
ويؤكد محللون أن التحالف الثلاثي بين إيران وروسيا والصين سيغيّر ميزان القوى في النظام الدولي، بينما تحاول واشنطن إعادة ضبط سياستها لاحتواء نفوذ طهران المتنامي في الشرق الأوسط.

موضوعات متعلقة