الأربعاء 29 أكتوبر 2025 02:22 مـ 8 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

«سيدة التوازنات» تخوض اختبارها الأكبر.. انتخابات تنزانيا تحسم مستقبل الرئيسة سامية حسن

الأربعاء 29 أكتوبر 2025 03:13 مـ 8 جمادى أول 1447 هـ
سامية صولحو حسن
سامية صولحو حسن

شهدت انتخابات تنزانيا 2025 يوم الأربعاء 29 أكتوبر أجواءً سياسية مشحونة، إذ خاضت الرئيسة سامية صولحو حسن السباق الانتخابي على أمل الفوز بأول ولاية كاملة منذ توليها السلطة في عام 2021، إلا أن العملية الانتخابية أثارت جدلاً واسعاً داخل البلاد وخارجها، بسبب استبعاد عدد من أبرز مرشحي المعارضة، ما ألقى بظلال من الشك على نزاهة الانتخابات وحرية المنافسة السياسية.

الحزب الحاكم يحتفظ بسيطرته التاريخية

ترشحت سامية صولحو حسن عن حزب تشاما تشا مابيندوزي (CCM)، الذي يحكم تنزانيا منذ استقلالها في ستينيات القرن الماضي، ويرى مراقبون أن هذا الحزب تمكن على مدار عقود من ترسيخ نفوذه في جميع مؤسسات الدولة، ما جعل المنافسة الانتخابية تميل لصالحه في كل دورة انتخابية، ومع ذلك، أكدت الحملة الانتخابية للرئيسة حسن أن الانتخابات الحالية تمثل “خطوة نحو الاستقرار والاستمرارية”، في حين وصفتها المعارضة بأنها “مجرد استفتاء على سلطة الحزب الحاكم”.

انتقادات حادة بعد استبعاد مرشحي المعارضة

أثار استبعاد شخصيات بارزة من أحزاب المعارضة، وعلى رأسها حزب تشاديما، انتقادات واسعة من منظمات دولية ومحلية، واعتبرت تقارير منظمة العفو الدولية أن المناخ الانتخابي في انتخابات تنزانيا 2025 اتسم بالتضييق والقيود على الحريات العامة، مشيرة إلى حوادث اعتقال واحتجاز طالت نشطاء سياسيين وصحفيين قبل يوم الاقتراع.

إقبال متواضع من الناخبين ومخاوف من تراجع الثقة

أُعلن أن أكثر من 37 مليون ناخب مؤهلين للمشاركة في انتخابات تنزانيا 2025، لكن محللين أعربوا عن خشيتهم من ضعف الإقبال بسبب غياب المنافسة الحقيقية، وقد فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في مختلف أقاليم البلاد صباح الأربعاء، وسط إجراءات أمنية مشددة، على أن تُعلن النتائج خلال أيام، مراقبون اعتبروا أن ضعف المشاركة سيكون انعكاساً لتراجع الثقة في المسار الديمقراطي التنزاني.

من “سيدة التوازنات” إلى “امرأة السلطة”

تولت سامية صولحو حسن رئاسة تنزانيا في مارس 2021 بعد وفاة الرئيس جون ماجوفولي، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد، وقد لُقبت في بداية عهدها بـ“سيدة التوازنات”، إذ حاولت الموازنة بين الانفتاح السياسي والإصلاح الاقتصادي، غير أن محللين يرون أن الأسلوب المتبع قبل انتخابات تنزانيا 2025 أظهر تحوّلاً نحو التشدد في إدارة الحياة السياسية وتقييد المعارضة.

مراقبون يدعون إلى إصلاحات سياسية عاجلة

دعت منظمات المجتمع المدني والمراقبون المحليون إلى مراجعة شاملة لقانون الانتخابات وضمان استقلالية اللجنة المشرفة عليها، وأكد بعض المحللين أن فوز سامية صولحو حسن المحتمل لا ينبغي أن يُترجم إلى إحكام قبضة السلطة، بل إلى إطلاق حوار وطني يضمن مشاركة أوسع في الحياة السياسية.

مستقبل الديمقراطية في تنزانيا على المحك

مع ترقب إعلان النتائج الرسمية، تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت انتخابات تنزانيا 2025 ستفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي أو تعمق الانقسام الداخلي، ويأمل المراقبون أن تتبنى الحكومة المقبلة إصلاحات ديمقراطية حقيقية تعيد ثقة المواطنين بالعملية الانتخابية وتدفع البلاد نحو مزيد من الانفتاح.