الإثنين 23 يونيو 2025 01:50 صـ 27 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

دراسة تكشف مصدرًا غير متوقع للتلوث البلاستيكي

مضغ العلكة يطلق جسيمات بلاستيكية دقيقة في الفم: تحذير علمي جديد يثير القلق

الأحد 22 يونيو 2025 11:54 مـ 26 ذو الحجة 1446 هـ
مضغ العلكة
مضغ العلكة

في دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، حذّر العلماء من أن مضغ العلكة قد يطلق مئات من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة داخل أفواهنا، هذا التحذير أتى وسط قلق متصاعد عالميًا بشأن التلوث بالبلاستيك، إذ وُجدت هذه الجزيئات في كل مكان تقريبًا، من أعماق المحيطات إلى قمم الجبال، وحتى داخل أجسادنا البشرية.

ما هي الجسيمات البلاستيكية الدقيقة؟ وأين توجد؟

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة هي شظايا صغيرة للغاية من المواد البلاستيكية، يقل حجمها غالبًا عن 5 ملم، وقد اكتُشفت في الرئتين، والدماغ، وحتى في مجرى الدم البشري، مما دفع العديد من العلماء إلى دراسة أثرها المحتمل على الصحة.

وفي الدراسة الجديدة التي لم تُراجع بعد من قبل الأقران، أفاد رئيس الفريق البحثي سانجاي موهانتي بأنه لا يرغب في إثارة الذعر، مؤكدًا عدم وجود دليل قاطع حتى الآن يثبت ضرر هذه الجسيمات على صحة الإنسان، لكن الطريق الذي تسلكه هذه الجسيمات للدخول إلى الجسم يستحق التدقيق.

العلكة بوابة خفية لجزيئات البلاستيك

ركز الباحثون على أحد مصادر التلوث المهملة: العلكة، فقد قامت طالبة الدكتوراه "ليزا لوي" بمضغ سبع قطع من عشرة أنواع مختلفة من العلكة، ومن ثم قام الفريق بتحليل لعابها لاكتشاف كمية الجسيمات المنبعثة.

وتبين أن كل غرام واحد من العلكة قد يُطلق ما يصل إلى 100 جسيم بلاستيكي دقيق، وبعض الأنواع أطلقت أكثر من 600 جسيم، ونظرًا لأن متوسط وزن العلكة يبلغ حوالي 1.5 غرام، فإن مضغ نحو 180 قطعة علكة في السنة قد يعرّض الإنسان لابتلاع قرابة 30 ألف جسيم بلاستيكي دقيق.

لكن هل هذا الرقم مقلق؟

رغم الأعداد الكبيرة، يؤكد موهانتي أن الكمية تبقى ضئيلة مقارنة بما يتعرض له الإنسان من جسيمات بلاستيكية عبر وسائل أخرى، على سبيل المثال، قارورة مياه بلاستيكية سعتها لتر واحد تحتوي في المتوسط على أكثر من 240 ألف جسيم بلاستيكي دقيق.

المكون السري أساس العلكة

يُصنع معظم أنواع العلكة من بوليميرات صناعية مشتقة من النفط، تُمنح من خلالها العلكة قوامها المطاطي المميز، ومع ذلك، لا يتم الإفصاح عن هذه المواد على أغلفة المنتجات، حيث يُستخدم مصطلح "أساس العلكة" دون توضيح.

وفي هذه الدراسة، جرى اختبار خمسة أنواع من العلكة الصناعية وخمسة أخرى طبيعية تعتمد على نسغ الأشجار، المفاجأة أن كلا النوعين أطلق جسيمات بلاستيكية دقيقة، مما يثير تساؤلات حول مصادر هذه المواد حتى في المنتجات الطبيعية.

مخاوف العلماء وتعليقات خارجية

علق ديفيد جونز، الباحث غير المشارك بالدراسة، أن وجود بعض أنواع البلاستيك التي لم يكن معروفًا أنها ضمن مكونات العلكة قد يكون ناتجًا عن تلوث خارجي في المختبر، ومع ذلك، لم يستغرب النتيجة العامة، وقال إن الناس يشعرون بالذعر حين يعلمون أن مادة "أساس العلكة" تشبه المواد المستخدمة في تصنيع إطارات السيارات أو القوارير البلاستيكية.

وأضاف أوليفر جونز، أستاذ الكيمياء في أستراليا، أن غالبية هذه الجسيمات تمر في الجهاز الهضمي دون ضرر ملموس، مشيرًا إلى أنه لا يرى داعيًا للتوقف عن مضغ العلكة، رغم أهمية الوعي بالتلوث الناتج عنها.

التلوث البيئي الناتج عن العلكة

حذّرت الباحثة ليزا لوي من جانب آخر للتلوث، وهو البصق العشوائي للعلكة في الطرقات، حيث تبقى العلكة على الأسطح لسنوات وتتحلل ببطء شديد، مطلقة مزيدًا من الجسيمات الدقيقة في البيئة.

موقف صناعة العلكة: لا داعي للقلق

في رد رسمي، أصدرت الرابطة الوطنية لصانعي الحلويات بيانًا قالت فيه إن نتائج الدراسة لا تستدعي القلق، مؤكدين أن العلكة "آمنة للاستمتاع بها كما كانت منذ أكثر من مئة عام"، وأن جميع مكوناتها تخضع لمراجعة وموافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).

وعي المستهلك هو الأساس

رغم عدم وجود أدلة حاسمة حتى الآن على خطورة الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من العلكة على الصحة البشرية، إلا أن الوعي بوجودها، وطرق تقليل التعرض لها، يعد خطوة مهمة، فربما حان الوقت للنظر في العلكة ليس فقط كوسيلة للانتعاش، بل كمنتج يتطلب تفكيرًا واعيًا في ما نضعه في أفواهنا.

العلكة، الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، التلوث البلاستيكي، مضغ العلكة، البلاستيك في الطعام، أساس العلكة، زيت البترول، جسيمات دقيقة في اللعاب، تأثير العلكة على الصحة، جامعة كاليفورنيا، سانجاي موهانتي، التلوث البيئي، FDA، بدائل العلكة، العلكة الطبيعية، التلوث الغذائي، المخاطر الصحية للعلكة، استهلاك العلكة، دراسة جديدة عن العلكة،