الإثنين 23 يونيو 2025 06:01 صـ 27 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

العلاقة بين البروبيوتيك وصحة الأمعاء

هذا المشروب يقلل خطر إصابتك بسرطان القولون والمستقيم «دراسة علمية»

الإثنين 23 يونيو 2025 03:48 صـ 27 ذو الحجة 1446 هـ
سرطان القولون
سرطان القولون

يكشف بحث علمي جديد عن فائدة غير متوقعة للبن الطبيعي الحي، تتمثل في قدرته المحتملة على خفض خطر الإصابة ببعض أنواع سرطان القولون والمستقيم، ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا على مستوى العالم، والذي يُعد مسؤولًا عن أكثر من 10% من حالات السرطان وفق بيانات منظمة الصحة العالمية.

العادات الغذائية ودورها في الوقاية

لطالما أكدت الأبحاث أهمية النظام الغذائي الصحي في خفض خطر هذا النوع من السرطان، حيث تلعب الألياف، الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان، دورًا رئيسيًا في حماية الجسم، بينما ترتبط عادات مثل قلة النشاط البدني، التدخين، السمنة والإفراط في تناول اللحوم المصنعة بزيادة خطر الإصابة.

في هذا الإطار، سلّطت دراسة حديثة من مستشفى ماساتشوستس العام (Mass General Brigham)، نُشرت في مجلة (Gut Microbes)، الضوء على العلاقة بين استهلاك اللبن الغني بالبكتيريا الحية وانخفاض خطر أحد أنواع سرطان القولون والمستقيم.

البروبيوتيك وسرطان القولون.. رابط محتمل

وجد الباحثون أن تناول حصتين أو أكثر من اللبن الحي أسبوعيًا ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بأورام القولون والمستقيم الإيجابية لبكتيريا البيفيدوبكتيريوم بنسبة 20%، وهي بكتيريا نافعة تلعب دورًا مهمًا في صحة الأمعاء.

وتوضح الدراسة أن هذه البكتيريا قد تسهم في إنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة، لها تأثيرات مضادة للأكسدة والالتهابات، فضلًا عن دورها في تقوية الحاجز المعوي، وهو ما قد يساعد في تقليل نمو الأورام في القولون.

بيانات موسّعة وتأكيدات على أهمية الأبحاث

اعتمدت الدراسة على بيانات طويلة الأمد من دراسة صحة الممرضات ودراسة متابعة المهنيين الصحيين، والتي تابعت آلاف المشاركين لعقود، مع تحليل عينات الأنسجة والحمض النووي المرتبط بالبكتيريا المعوية.

رغم النتائج الإيجابية، شددت الدكتورة جمّا بالمر-كيمب، رئيسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، على أن هذه الدراسة رصدية، ما يعني أنها تثبت وجود علاقة ارتباط لا علاقة سببية، داعية إلى مزيد من الأبحاث لفهم الآليات البيولوجية الدقيقة الكامنة وراء التأثيرات الوقائية المحتملة للبروبيوتيك.

لبن طبيعي أم منكه؟ الفارق كبير

من المهم التأكيد على أن اللبن الذي أظهر التأثير الإيجابي هو اللبن الطبيعي الحي غير المنكه، الغني بالبروبيوتيك والعناصر الغذائية المفيدة مثل الكالسيوم، الفيتامينات، والبروتينات، بعيدًا عن أنواع اللبن المحلاة أو المضاف لها نكهات صناعية وسكريات قد تلغي فوائدها الصحية بل وتزيد من عوامل الخطر المرتبطة بالسمنة والسرطان.

توصي أخصائية التغذية كيلي كوستا بدمج اللبن الطبيعي في النظام الغذائي عدة مرات أسبوعيًا أو يوميًا لدعم ميكروبيوم الأمعاء، وهو ما ينعكس إيجابًا على الصحة العامة، مع إمكانية الاستعاضة بأطعمة مخمرة أخرى مثل الكيمتشي، الميزو، مخلل الملفوف، وكفير جوز الهند لمن لا يفضلون اللبن.

اللبن ليس علاجًا سحريًا.. بل جزء من منظومة صحية شاملة

في حين تقدم الدراسة أملًا جديدًا بشأن دور اللبن في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم، إلا أن الخبراء يؤكدون أن تناول اللبن وحده لا يكفي، بل يجب اعتماده ضمن نمط حياة صحي متكامل يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا، نشاطًا بدنيًا منتظمًا، والابتعاد عن العادات الضارة.

تبقى الحاجة ملحّة لمزيد من الدراسات العلمية لفهم العلاقة الدقيقة بين البروبيوتيك، صحة الأمعاء، والسرطان، لكن حتى ذلك الحين، يظل اللبن الطبيعي إضافة ذكية وآمنة للنظام الغذائي، قد تمنح الجسم حماية إضافية في مواجهة أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم.

سرطان القولون والمستقيم، اللبن الطبيعي، البروبيوتيك، البيفيدوبكتيريوم، صحة الأمعاء، الوقاية من السرطان، النظام الغذائي الصحي، منتجات الألبان، اللبن الحي، الدراسات الرصدية، الحاجز المعوي، البكتيريا النافعة، Gut Microbes، سرطان القولون، اللبن والسرطان، الأطعمة المخمرة، تعزيز المناعة، اللبن وصحة الجهاز الهضمي، التغذية والسرطان، البكتيريا المعوية.