الجمعة 30 مايو 2025 06:17 صـ 3 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

السكر والسرطان.. الحقيقة الكاملة بعيدًا عن الخرافات العلمية

الإثنين 26 مايو 2025 04:29 مـ 29 ذو القعدة 1446 هـ
السرطان
السرطان

في ظل تصاعد القلق العالمي من الإصابة بالسرطان، كثرت الأسئلة حول علاقة النظام الغذائي بالمرض، خاصةً فيما يتعلق بتناول السكر، انتشرت خرافات عدة تزعم أن السكر "يغذي السرطان" أو "يسبب نموه"، لكن ما صحة هذه المزاعم؟ وهل هناك أدلة علمية تدعمها؟ في هذا التقرير، نسلط الضوء على حقيقة العلاقة بين السكر والسرطان من منظور علمي موثوق.

الغلوكوز.. وقود الجسم والخلايا

السكر، وخاصة الغلوكوز، هو أحد أبسط أنواع الكربوهيدرات، ويُعد المصدر الرئيسي للطاقة لجميع خلايا الجسم، سواء كانت سليمة أو سرطانية، عندما يتناول الإنسان أطعمة تحتوي على سكريات، يتم تكسيرها إلى غلوكوز يدخل مجرى الدم، لتستخدمه الخلايا في إنتاج الطاقة عبر جزيء يسمى "الأدينوزين ثلاثي الفوسفات" (ATP).

حتى في غياب السكر من النظام الغذائي، يستطيع الجسم توليد الغلوكوز من الدهون والبروتينات، ما يبرز أهميته القصوى لاستمرار الحياة، وليس فقط لنمو الخلايا السرطانية كما يُشاع.

هل السكر يغذي السرطان؟ فهم خاطئ لعملية معقدة

نعم، الخلايا السرطانية تستهلك الغلوكوز بمعدل أعلى من الخلايا العادية، لكنها ليست الوحيدة التي تفعل ذلك. جميع الخلايا في الجسم بحاجة إلى الغلوكوز لتؤدي وظائفها الحيوية، لذلك لا يمكن "تجويع السرطان" ببساطة عن طريق إيقاف استهلاك السكر، لأن ذلك سيؤثر على الجسم كله، وليس الخلايا السرطانية فقط.

ويلاحظ أن الخلايا السرطانية تعتمد على عناصر أخرى أيضًا في نموها، مثل الأحماض الأمينية والدهون، ما يُسقط نظرية أن السكر هو الوقود الحصري للسرطان.

ما الذي تقوله الأبحاث؟

تشير الدراسات العلمية إلى أنه لا يوجد دليل يثبت أن الامتناع التام عن تناول السكر يمنع أو يعالج السرطان، بل إن الأنظمة الغذائية القاسية قليلة الكربوهيدرات قد تكون ضارة بالصحة، خاصة لمرضى السرطان الذين يحتاجون إلى تغذية جيدة لمقاومة العلاج واستعادة الجسم لعافيته.

في الواقع، أظهر العالم الألماني أوتو فاربورغ في عشرينيات القرن الماضي أن الخلايا السرطانية تنتج الطاقة بآلية مختلفة عن الخلايا السليمة، تعرف هذه الظاهرة بـ"تأثير فاربورغ"، وهي أن الخلايا السرطانية تتجاوز الميتوكوندريا وتنتج الطاقة بشكل أسرع، لكنها أقل كفاءة، ويأمل الباحثون اليوم أن تشكل هذه المعلومة مدخلًا لتطوير علاجات تستهدف مسارات الطاقة الخاصة بالسرطان دون المساس بالخلايا السليمة، لكنها ما تزال في مراحل تجريبية.

ما سبب القلق من السكر إذًا؟

إذا لم يكن السكر يسبب السرطان، فلماذا يدق الأطباء ناقوس الخطر بشأنه؟ الجواب هو: السمنة، تناول كميات كبيرة من الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر يزيد احتمالية زيادة الوزن، والتي بدورها ترتبط بأكثر من 13 نوعًا مختلفًا من السرطان، مثل سرطان الكبد والثدي والقولون.

الوزن الزائد يؤدي إلى اضطرابات في الهرمونات وعمليات الأيض، مما يرفع خطر الإصابة بالسرطان بدرجة كبيرة. في الواقع، تُعد السمنة ثاني أكبر مسبب للسرطان بعد التدخين.

السكريات الحرة.. العدو الخفي في غذائنا اليومي

تُعرف "السكريات الحرة" بأنها السكريات المضافة أثناء تصنيع أو طهو الطعام، وتشمل أيضًا السكريات الموجودة في العسل والعصائر والمشروبات الغازية. على عكس السكريات الطبيعية الموجودة داخل الفواكه والخضروات، تُمتص السكريات الحرة بسرعة في الدم، ما يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر والطاقة، ثم انخفاضها لاحقًا، ما يحفز تناول المزيد منها.

تحتوي مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية في كثير من الأحيان على كميات هائلة من السكر الحر، وقد تتجاوز في عبوة واحدة فقط الحد الموصى به ليوم كامل.

كيف نقلل السكر دون ضرر؟

يمكن اتخاذ خطوات بسيطة لتقليل استهلاك السكر اليومي دون اللجوء إلى حميات قاسية:

  1. استبدال المشروبات الغازية والعصائر بالماء أو العصائر الطبيعية غير المحلاة

  2. تقليل الحلويات والكعك والبسكويت إلى الحد الأدنى

  3. فحص الملصقات الغذائية على المنتجات الجاهزة والمعلبة

  4. اختيار الحبوب الكاملة بدلًا من الحبوب المحلاة في وجبات الإفطار

السكر ليس العدو المباشر في معركة السرطان، لكنه قد يصبح عاملاً غير مباشر إذا أدى إلى السمنة وزيادة الوزن. لا يمكن "تجويع" الخلايا السرطانية بإزالة السكر من النظام الغذائي، لأن هذا يؤثر على جميع الخلايا، بدلًا من ذلك، فإن الحفاظ على وزن صحي وتقليل استهلاك السكريات الحرة هما خطوتان مهمتان لتقليل خطر الإصابة بالسرطان.

الوعي والتوازن هما المفتاح، فلا داعي للهلع من السكر، لكن لا يجب أيضًا الإفراط في استهلاكه.

السكر والسرطان، هل السكر يسبب السرطان، خرافات طبية، الغلوكوز والسرطان، السمنة والسرطان، النظام الغذائي الصحي، السكريات الحرة، تأثير فاربورغ، تغذية مرضى السرطان، العلاقة بين السكر وخلايا السرطان، الوقاية من السرطان، هل تجويع السرطان ممكن، الأطعمة المحلاة والسرطان، السكر في المشروبات، طرق تقليل السكر